وقال الناشط صهيب الحسكاوي لـ"العربي الجديد" إن، اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين اعتباراً من الساعة الثانية عشرة ليلاً بعد أن هاجمت الوحدات الكردية مواقع مليشيا "الدفاع الوطني"، مشيراً إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة خاصة في منطقة دوار الباسل جنوب حي غويران الذي سيطرت عليه القوات الكردية، إضافة إلى حيَّي النشوة الغربي والزهور.
وحققت القوات الكردية تقدماً في هاتين المنطقتين، في حين استهدفت مدفعية قوات النظام المتمركزة في جبل كوكب مواقع مليشيا الوحدات الكردية التي نقلت عنها مصادر كردية أنها لن ترضخ لأي هدنة. وأضاف أن طائرات حربية تابعة للنظام، حلقت صباح اليوم في سماء المدينة، لكنها لم تقم بأية غارات.
وأوضح الحسكاوي أن تجدد الاشتباكات جاء عقب فشل اجتماعات منفصلة عقدها عسكريون روس بين الطرفين في مدينة القامشلي في محاولة للتوصل إلى تهدئة. وخلال الاجتماعات طالب ممثلو المليشيا الكردية بانسحاب قوات الدفاع الوطني بالكامل من الحسكة، الأمر الذي رفضه ممثلو النظام، وعرضوا سحب سلاح بعض العناصر فقط، مقابل سحب سلاح قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) مضيفاً أنه عند هذه النقطة، توقفت المفاوضات، وتجددت على الإثر المعارك في المدينة.
وكانت مليشيا الوحدات الكردية أعلنت في بيان لها نيتها استعادة مدينة الحسكة من قوات النظام، فيما هدد محافظ النظام في الحسكة، محمد زعال العلي في مقابلة مع قناة "كردستان 24"، بتحويل المدينة إلى "كومة حجر" في حال أصر "حزب العمال الكردستاني" على مواصلة القتال في المدينة، على حد تعبيره.
وحذّر قائد القوات الأميركية في العراق وسورية، الجنرال الأميركي، ستيفن تاونسند، نظام الأسد وروسيا من قصف مناطق توجد فيها قوات أميركية في شمال سورية.
وقال تاونسند اليوم الإثنين في تصريح نقلته شبكة "سي إن إن"، إنّ "الولايات المتحدة الأميركية ستدافع عن قواتها في شمال سورية في حال قصف النظام التابع للرئيس السوري، بشار الأسد، مناطق توجد فيها قوات أميركية".
وأضاف الجنرال: "بلّغنا الرّوس عن مواقع وجود قواتنا، وأخبرونا أنهم بلغوا بدورهم السوريين، وأود أن أؤكد فقط أننا سندافع عن أنفسنا في حال شعرنا بالتهديد".
هذا ويتواصل نزوح المدنيين من المدينة خاصة من حيي غويران ونشوة، فيما يعاني من تبقى من السكان أوضاعاً معيشية صعبة نتيجة توقف الأفران عن العمل وعزوف أصحاب المحلات عن فتح أبواب محلاتهم بسبب الاشتباكات المتواصلة، فيما تشهد المدينة انقطاعاً في شبكة الإنترنت.
ويسيطر الأكراد على ثلثي مدينة الحسكة، فيما تسيطر قوات النظام السوري على الثلث الأخير.
وبدأت الاشتباكات التي أوقعت ما لا يقل عن 43 قتيلاً بينهم 27 مدنياً، الأربعاء الماضي.
وكانت البداية بين قوات "الأسايش" ومجموعات "الدفاع الوطني" على خلفية حملات اعتقال متبادلة، قبل أن تتدخل اعتباراً من الخميس كل من وحدات حماية الشعب الكردية، وقوات النظام، التي استخدمت لأول مرة الطيران الحربي.