أثار إعلان وزارة الدفاع الروسية أنها هي من قتلت المتحدث باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو محمد العدناني، بوادر نزاع على العملية مع الولايات المتحدة، التي سبق وأعلنت أنها قتلت العدناني من خلال استهداف سيارته من قبل طائرة تابعة للتحالف الدولي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن "ضربات جوية روسية في سورية قتلت أبو محمد العدناني"، أحد أبرز زعماء تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضافت أن "العدناني واحد من 40 متشدداً قتلوا في الضربات الجوية على معراتة أم حوش في محافظة حلب".
وأوضحت الوزارة أن مقتل العدناني في ضربة جوية روسية تأكد "من خلال عدة قنوات استخباراتية".
الإعلان الروسي قوبل بالسخرية من الجانب الأميركي، إذ قال مسؤولون أميركيون إن "مزاعم روسيا بأنها قتلت المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني نكتة، وأن الغارة التي قتل فيها نفذتها طائرة أميركية بدون طيار".
وصرح متحدث عسكري أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس"، عند سؤاله عن رواية موسكو بشأن العدناني، "هذه نكتة (..) كانت ستكون مضحكة لولا طبيعة الحملة التي تشنها روسيا في سورية"، بينما قال مسؤول أميركي آخر إن الغارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار أطلقت صاروخ هيلفاير على سيارة يعتقد أن العدناني كان فيها.
وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك، أنّ العملية التي استهدفت القيادي في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو محمد العدناني، يُجرى تقييمها وهي تشكل "ضربة كبيرة للتنظيم".
ووصف كوك العدناني بأنّه "المهندس الرئيسي للعمليات الخارجية، ونسّق وشجّع أفراداً على شنّ هجمات على مدنيين وأعضاء في الجيش، ونشط في تجنيد أعضاء جدد لداعش".
وأشار إلى أنّ "العدناني أحد أهم قادة التنظيم، ولعب دوراً كبيراً في عدد من الهجمات الكبيرة السنة الماضية، بما فيها الاعتداءات التي شهدتها كل من باريس ومطاري بروكسل وإسطنبول والمطعم في بنغلادش، فضلاً عن عملية إسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية، والتفجير الانتحاري في تظاهرة بأنقرة"، مبيّناً أنّ "هذه الهجمات أدت إلى سقوط أكثر من 1800 قتيل وحوالى أربعة آلاف جريح".
في المقابل، أكد تنظيم "الدولة الإسلامية"، مساء أمس، مقتل متحدثه الرسمي، وذلك "أثناء تفقده جبهات حلب". ونجا العدناني (طه صبحي فلاحة) من محاولة اغتيال سابقة، بعد استهدافه بغارة جوية قرب محافظة الأنبار في العراق، في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، وهو يتحدّر من مدينة بنش (شرقي مدينة إدلب)، واختفى عام 1998 بسبب حالة اكتئاب أصابته بعد وفاة صديقه المقرب، ياسر قاق، ليعلم ذووه لاحقاً أنه سافر إلى لبنان لفترة ثم عاد، على الرغم من تسجيل وفاته لدى السجلات المدنية.