بدأت المعركة عند الساعة الرابعة إلا عشر دقائق عصر أمس الجمعة، ضمن المرحلة الثالثة من فك الحصار عن مدينة حلب، وقبيل اقتحام كلية المدفعية في منطقة الراموسة، مهّد "جيش الفتح"، بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ثم سرعان ما جهزت "جبهة فتح الشام"، أحد عناصرها ويدعى أبو البراء الشامي، والذي فجر نفسه بعربة مفخخة في الكلية، ثم تقدمت مجموعة من الانغماسيين بالدبابات والمدرعات، وتمكنوا من كسر خط الدفاع الأول والثاني للكلية، وقتلوا عددا من عناصر قوات النظام.
ويشكّل الانغماسيون أهم عوامل نجاح "جيش الفتح" في المعارك، وذلك لما يمكن أن يحدثوه من أثر نفسي على الخصم، وإرباك خطوطه الأمامية، وجعله لا يميّز الهدف العدو من الصديق، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الكبيرة التي يسببونها داخل خطوط الدفاع الأولى له.
في هذا الوقت، أي بعد نحو ساعة من التمهيد وتفجير العربة المفخخة، تقول مصادر من "جبهة فتح الشام"، لـ"العربي الجديد"، أنه "مع دخول الانغماسيين بوابة كلية المدفعية، قتلوا عدداً من عناصر المليشيات العراقية واللبنانية، مما أدى إلى هروبهم وتركهم قوات النظام داخل الكلية، حسب أجهزة التنصت"، مشيرة إلى أن "الانغماسيين سيطروا هنا على مبنى الضباط وكلية البيانات وكلية التسليح، وقتلوا العشرات من النخبة التابعة لقوات بشار الأسد".
وأوضحت المصادر نفسها، أن "انهيارات كبيرة شهدتها قوات النظام بعد ذلك، ما أسفر عن السيطرة على مستودع الذخيرة الأول داخل الكلية المدفعية، ثم السيطرة على مبان أخرى، ليسيطروا على نصف الكلية تقريباً".
تلا ذلك، تفجير أحد عناصر "فتح الشام" ويدعى أبو الوليد الأنصاري داخل الكلية، واستكمل مقاتلو "جيش الفتح" السيطرة على باقي مباني الكلية، بحسب المصادر.
ورغم المساندة الجوية لروسيا في معركة كلية المدفعية، إلا أنها لم تنجح في استيعاب الهجوم الخاطف لـ"جيش الفتح"، فيما يفصل قوات المعارضة السورية نحو ثمانمائة متر الآن، لفك الحصار فعلياً عن مدينة حلب.