أعلن قائد مليشيا "الحشد الشعبي"، هادي العامري، اليوم الخميس، أنّ "الحشد أصبح أقوى من الجيش العراقي ومن الشرطة"، متحدياً الجميع بالقول "لن يمنعنا أحد في المعارك المقبلة"، الأمر الذي عدّه مراقبون رسالة إلى الحكومة والسياسيين العراقيين بضرورة الحذر من أي مشروع، لا سيما أنّه التصريح الأول الذي يعقد فيه قادة المليشيا مقارنة بين قوتهم وقوة المؤسسات الأمنية الرسمية كأنها قضية وجود.
وقال العامري، خلال استعراض عسكري أقامته مليشيا "الحشد" في محافظة صلاح الدين، "استطعنا أن نبني قوات مدربة حققت انتصارات متتالية، وأصبحنا أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقيّة"، مبيناً "حققنا انتصارات في جبهات القتال، وتمكنّا من طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها".
وأضاف أنّ "الأصوات النشاز لن تمنعنا من المشاركة في معارك التحرير، في الموصل وفي الحويجة بكركوك وفي الشرقاط بصلاح الدين، مشدّدا على أنه "لن نتوقف، لن نقول نتدرب قبل المعارك، بل إنّ ساحات المعارك هي لتدريبنا"، مضيفاً "لقد كنّا رأس الحربة والسهم في جميع المعارك، ونحن الذين أعدنا الروح المعنوية للقوات العراقيّة".
في المقابل، حذّر الخبير بشؤون الجماعات المسلّحة، محمد المسعودي، من خطورة تصريح العامري ومقارنته بين قوة الحشد والقوات النظاميّة، معتبراً أنّ "تصريح العامري يحمل في طيّاته رسالة إلى الحكومة وإلى السياسيين المعترضين على الحشد، بأنّ المليشيا أصبحت قوة لا يستهان بها، ولا أحد يستطيع الوقوف في وجهها، وعليكم أخذ ذلك بعين الاعتبار، وأنّ أي مشروع تقدمون عليه يجب أن يحظى بموافقة الحشد".
ولفت المسعودي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "أيا من قادة الحشد لم يتجرأ من قبل على هكذا خطاب ومقارنة، ما يعني أنّ ما بعد (داعش) سيكون البقاء للأقوى في الساحة العراقيّة، وهو الحشد"، مؤكّداً أنّ "العامري اليوم تجاوز كل الجهات الرسمية، وحتى رئيس الحكومة، من خلال قوله سنخوض كل المعارك ولا أحد يستطيع منعنا".
وتصاعدت المناشدات بعدم مشاركة مليشيا "الحشد" في معركة الموصل، أخيراً، بسبب الانتهاكات والجرائم الكبيرة التي تورطت بها في غالبية المحافظات العراقيّة، بينما تغض الحكومة النظر عن تلك الجرائم وترفض التحقيق فيها، إذ تجاوز رئيس الحكومة العراقيّة، حيدر العبادي، كل تلك الانتهاكات والجرائم ليزيد من دعمه المالي والعسكري لتلك المليشيات.