أطلقت زعيمة "الجبهة الوطنية" اليمينية المتطرفة في فرنسا، مارين لوبن، حملتها للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة تحت شعار "باسم الشعب". وعينت رئيس بلدية مدينة فريجوس (جنوب شرق فرنسا)، عضو مجلس الشيوخ، الشاب دافيد راشلين (28 عاماً)، مديراً لهذه الحملة، في إطار الاستعدادات للاستحقاق الرئاسي المرتقب في ربيع 2017. كما رسمت الخطوط العريضة لبرنامجها السياسي وعددت بعض الأنشطة التي تنوي القيام بها تمهيداً لهذا الاستحقاق. وعلى بعد سبعة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية، وخلافاً لمنافسيها يميناً ويساراً، تخوض لوبن الحملة في وضع مريح بانتظار الانطلاقة الرسمية في منتصف يناير/كانون الثاني المقبل. وهي زعيمة الحزب الرسمية ومرشحته الوحيدة بدون أي انتخابات تمهيدية داخلية، في حين لا يزال منافسوها الأساسيون، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وزعيم المعارضة، الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، يخوضون معارك استنزاف ضارية على الصعيد الداخلي في أحزابهم. وترجح استطلاعات الرأي المختلفة فوزها في الدورة الأولى، في 24 إبريل/نيسان 2017، وانتقالها بالتالي إلى الدورة الثانية للانتخابات، من خلال تقدمها على الجميع بشكل مريحة.
هكذا تبدو لوبن وكأنها تخوض "سباق المائة متر حواجز" بدون منافسين حقيقيين وهي تتوفر على ما يكفي من الوقت السياسي لصقل برنامجها الانتخابي ومحاولة استمالة ناخبين جدد خارج الدائرة التقليدية لنفوذها. وهذا ما عكسه خطابها الأحد الماضي في مدينة فريجوس، خلال تجمع سياسي حضره المئات من أنصارها. وتحاشت لوبن ذكر اسم حزب الجبهة الوطنية وبدأت خطابها بـ"أيها الفرنسيات، أيها الفرنسيون" متوجةً إلى عموم الشعب الفرنسي بدل أنصارها. وفعلت ذلك لأنها تعرف في العمق، بأنها لا تزال شخصية خلافية على الرغم من الشعبية المتصاعدة لطروحات حزبها العنصرية والمتطرفة في السنوات الأخيرة. وبدا خطابها مثل رسالة موجهة إلى عموم الشعب، إذ دعته إلى "الوحدة وتجاوز الاختلافات والمبررات الشخصية الضيقة والانتماءات الحزبية والالتفاف حولها".
اقــرأ أيضاً
وبدت هذه الدعوة وكأنها تمرين على الخطاب الذي تنوي إلقاءه ما بين دورتي الانتخابات الرئاسية، في حال ضمنت المرور إلى الدورة الثانية. وتحتاج بالتالي إلى إقناع الشعب الفرنسي برمته وليس أنصارها فقط. والسبب يتمثل في أنه إذا كانت جميع استطلاعات الرأي تؤكد انتقالها إلى الدورة الثانية، إلا أن من المتوقع، بالمقابل، أن تخسر أمام أي مرشح يميني من الحزب الجمهوري، باعتبار أن مرشح اليمين هو المرجح للانتقال معها إلى الدورة الثانية وليس مرشح اليسار الذي تُجمع مختلف الاستطلاعات على إقصائه المبكر في الدورة الأولى.
انطلاقاً من ذلك، تحرص لوبن منذ الآن على توجيه سهام النقد إلى منافسيها من مرشحي اليمين وتحديداً ساركوزي، لا سيما أنه بات يركز خطابه السياسي على فكرة الدفاع عن الهوية القومية ومهاجمة الإسلام والتنديد بالهجرة. وهذا ما تعتبره لوبن انتحالاً لخطها السياسي وتطاولاً على أفكارها وبرنامجها. وهاجمت مرشحة اليمين المتطرف ساركوزي واتهمته بأنه خلال ولايته الرئاسية السابقة كان "يشجع على قيام هجرة واسعة" وكان متسامحاً مع "الإسلام السياسي الفرنسي" عندما كان وراء فكرة تنظيم الإسلام في هذا البلد. في هذا الصدد، ذكّرت بأن ساركوزي كان وراء فكرة منح الإسلام في فرنسا واجهة تمثيلية بإطلاق مؤسسة "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" عام 2003، حين كان وزيراً للداخلية خلال ولاية الرئيس الأسبق، جاك شيراك، الثانية.
وكانت لوبن هاجمت ساركوزي بقوة في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، متهمة إياه بأنه "يريد أن يكون بطلاً إعلامياً في مكافحة الإسلام الراديكالي"، في حين أنه "سبق وقدم الطاعة للمروج العالمي للوهابية"، في إشارة إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي التقاه ساركوزي خلال "زيارة سرية للمغرب" في بداية آب/أغسطس الماضي.
وتجد لوبن نفسها الآن مضطرة إلى إشهار شعارات "الجبهة الوطنية" بحلة تميزها عن خطاب اليمين التقليدي. وستنظم في الخريف المقبل ثمانية لقاءات تشمل مواضيع عدة، على أن يتمحور اللقاء الأول، يوم الخميس المقبل في باريس، حول "التربية والتعليم". وتأتي بعد ذلك لقاءات أخرى حول "الهجرة و"الإسلام المتطرف" و"الهوية القومية".
وخلال خطابها الأخير، بادرت لوبن إلى التشبث بالهوية الوطنية بمواجهة الهوية الأوروبية التي لا يزال اليمين التقليدي يتشبث بها. كما دعت إلى السيادة القومية ضد الانتماء الأوروبي والعودة إلى سياسة جمركية وطنية واستعادة الحدود الداخلية والعودة إلى الفرنك الفرنسي بدل العملة الأوروبية الموحدة. وكررت وعدها بتنظيم استفتاء شعبي حول الخروج من الاتحاد الأوروبي على غرار الاستفتاء البريطاني (في 23 يونيو/حزيران الماضي)، والذي تبدو لوبن متأكدة من نتيجته سلفاً.
اقــرأ أيضاً
وبدت هذه الدعوة وكأنها تمرين على الخطاب الذي تنوي إلقاءه ما بين دورتي الانتخابات الرئاسية، في حال ضمنت المرور إلى الدورة الثانية. وتحتاج بالتالي إلى إقناع الشعب الفرنسي برمته وليس أنصارها فقط. والسبب يتمثل في أنه إذا كانت جميع استطلاعات الرأي تؤكد انتقالها إلى الدورة الثانية، إلا أن من المتوقع، بالمقابل، أن تخسر أمام أي مرشح يميني من الحزب الجمهوري، باعتبار أن مرشح اليمين هو المرجح للانتقال معها إلى الدورة الثانية وليس مرشح اليسار الذي تُجمع مختلف الاستطلاعات على إقصائه المبكر في الدورة الأولى.
انطلاقاً من ذلك، تحرص لوبن منذ الآن على توجيه سهام النقد إلى منافسيها من مرشحي اليمين وتحديداً ساركوزي، لا سيما أنه بات يركز خطابه السياسي على فكرة الدفاع عن الهوية القومية ومهاجمة الإسلام والتنديد بالهجرة. وهذا ما تعتبره لوبن انتحالاً لخطها السياسي وتطاولاً على أفكارها وبرنامجها. وهاجمت مرشحة اليمين المتطرف ساركوزي واتهمته بأنه خلال ولايته الرئاسية السابقة كان "يشجع على قيام هجرة واسعة" وكان متسامحاً مع "الإسلام السياسي الفرنسي" عندما كان وراء فكرة تنظيم الإسلام في هذا البلد. في هذا الصدد، ذكّرت بأن ساركوزي كان وراء فكرة منح الإسلام في فرنسا واجهة تمثيلية بإطلاق مؤسسة "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" عام 2003، حين كان وزيراً للداخلية خلال ولاية الرئيس الأسبق، جاك شيراك، الثانية.
وتجد لوبن نفسها الآن مضطرة إلى إشهار شعارات "الجبهة الوطنية" بحلة تميزها عن خطاب اليمين التقليدي. وستنظم في الخريف المقبل ثمانية لقاءات تشمل مواضيع عدة، على أن يتمحور اللقاء الأول، يوم الخميس المقبل في باريس، حول "التربية والتعليم". وتأتي بعد ذلك لقاءات أخرى حول "الهجرة و"الإسلام المتطرف" و"الهوية القومية".
وخلال خطابها الأخير، بادرت لوبن إلى التشبث بالهوية الوطنية بمواجهة الهوية الأوروبية التي لا يزال اليمين التقليدي يتشبث بها. كما دعت إلى السيادة القومية ضد الانتماء الأوروبي والعودة إلى سياسة جمركية وطنية واستعادة الحدود الداخلية والعودة إلى الفرنك الفرنسي بدل العملة الأوروبية الموحدة. وكررت وعدها بتنظيم استفتاء شعبي حول الخروج من الاتحاد الأوروبي على غرار الاستفتاء البريطاني (في 23 يونيو/حزيران الماضي)، والذي تبدو لوبن متأكدة من نتيجته سلفاً.