خرج مئات الآلاف من الإيرانيين لتشييع جثمان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، صباح اليوم الثلاثاء، وجالوا في جنازته على امتداد شارع انقلاب باتجاه جنوب العاصمة، وكان هذا قبل نقل جثمانه إلى مرقد الإمام الخميني، الواقع في ضواحي المدينة، حيث سيدفن إلى جانب مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني.
وداخل مبنى جامعة طهران أقام المرشد الإيراني علي خامنئي الصلاة على جثمان رفسنجاني، في سابقة وصفها بعضهم بالتاريخية، بحضور شعبي ورسمي كبير، واصفاً إياه برفيق الدرب والرمز التاريخي.
وردّد الإيرانيون شعارات من قبيل "رفسنجاني إمام جمعتنا"، في إشارة إلى المنصب الذي تولاه لعقود طويلة، إذ كان يلقي خطباً دينية وسياسية من منبر جامعة طهران نفسها، إلى حين ألقى خطبته الأخيرة الشهيرة عقب أحداث عام 2009، والتي خرج خلالها مناصرو المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمود أحمدي نجاد بدورة رئاسية ثانية، وطالب رفسنجاني حينها بالشفافية وإخضاع الكل للقانون، ولم يعد للمنبر منذ ذاك الوقت.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني التشييع بالبث الحي، وقد حمل بعض المشاركين صور رفسنجاني وخامنئي باسمين جالسين جنباً إلى جنب. ورفعت سيدة لافتة كتب عليها "وداعاً أيها المناضل القديم".
ونشرت تسجيلات فيديو على مواقع التواصل بدا فيها شبان يتظاهرون في شوارع مؤدية إلى جامعة طهران، رافعين شعارات مؤيدة لزعيم "الحركة الخضراء" مير حسين موسوي.
وكان موسوي الموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ 2011 أحد قادة حركة الاحتجاجات في 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، والتي قمعتها السلطات بعنف.
وردّد آخرون أسماء رموز "الحركة الخضراء"، مثل مهدي كروبي الخاضع بدوره للإقامة الجبرية، شاكرين رفسنجاني على الدور الذي لعبه إزاء التيارين الإصلاحي والمعتدل.
وأطلقت مجموعات هتافات مؤيدة للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي الذي كان حليفاً مقرّباً من رفسنجاني، لتشكيل تحالف بين الإصلاحيين والمعتدلين.
يذكر أنّ رفسنجاني الذي رحل عن عمر يناهز 82 عاماً، إثر سكتة قلبية مفاجئة أصابته مساء الأحد، تولّى مناصب مهمة في إيران، كرئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، ورئاسة مجلس خبراء القيادة، والذي يتولى مهمة الإشراف على عمل المرشد الأعلى، وله الحق في انتخاب خلف له.
وتولى رئاسة البلاد لدورتين متتاليتين، ركّز فيهما على ترميم البنية الاقتصادية الداخلية وعلى العلاقات مع الخارج، وعلى الرغم من أن علاقته مع المرشد علي خامنئي شهدت بعض الخلافات في آخر سنوات عمره، لكن الكل في الداخل يؤكدون على أهمية الرجل، وعلى قربه من كل مراكز صنع القرار، كونه يعدّ الأب الروحي لتيار الاعتدال، وكان من رموز الثورة الإسلامية.