بدأت في العاصمة التركية أنقرة اجتماعات بين الجانب التركي وقادة في فصائل المعارضة السورية المسلحة، وشخصيات معارضة، وناشطين مدنيين، للتداول في مختلف القضايا الملحة، أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار، ومؤتمر أستانة الذي أوضح متحدث باسم الائتلاف الوطني السوري أنه "مؤتمر ينتابه الفشل".
ووصفت مصادر في المعارضة السورية اجتماعات أنقرة بـ"التشاورية"، مشيرةً في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن اللقاءات تهدف إلى تبيان وجهة النظر التركية حيال العديد من القضايا، وتبرير موقفها مما حدث في مدينة حلب أخيراً، وخروج المعارضة من أحيائها الشرقية، بناءً على اتفاق روسي تركي.
وأكدت المصادر أن المعارضة السورية "لم تحسم أمرها بعد" من مسألة الموافقة على الذهاب إلى مؤتمر أستانة، في ظل عدم التزام النظام، ومليشيات إيرانية، باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في الثلاثين من الشهر الماضي.
وفي هذا السياق، قلل رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، في تصريحٍ لـ "العربي الجديد"، من أهمية مؤتمر أستانة، موضحاً أن "الاجتماع بحد ذاته ليس فيه جديد، وينتابه الفشل"، مشدداً على أنّه يستند إلى اتفاق وقف إطلاق النار لمدة شهر، وهو ما لم يحصل، أي أن الذريعة التي أفشلت مفاوضات جنيف، هي نفسها تستخدم الآن لإفشال الجهد الحالي".
وكانت المعارضة السورية قد علّقت مشاركتها في مفاوضات جنيف، التي ترعاها الأمم المتحدة، في أبريل/نيسان من العام الماضي، بسبب عدم التزام النظام وحلفائه بالقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي أواخر عام 2015، الذي دعا في شقه الإنساني إلى فك الحصار عن المناطق المحاصرة، وتسهيل دخول مساعدات إنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين.
وأكد رمضان أن روسيا "تخلّت" عن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أنقرة، على الرغم من أنها الضامن للنظام فيه، مشيراً إلى تصريح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، الثلاثاء، والذي قال فيه "إن تحرير ريف دمشق من الإرهابيين في سورية في مرحلته النهائية"، وهو ما عُد "تغطية" من موسكو على خروقات قوات النظام ومليشيات إيرانية تساندها في منطقة وادي بردى، شمال غربي العاصمة دمشق، وفي الغوطة الشرقية.
وتحاول موسكو "تهميش" و"تحييد" عناوين ومرجعيات الثورة الرئيسية، كالائتلاف الوطني السوري، والهيئة العليا للمفاوضات، ودفع عسكريين معارضين وقادة فصائل مسلحة إلى واجهة المشهد السياسي، في مسعى لتثبيت رؤيتها للحل السياسي، من خلال الرهان على انقسامات داخل قوى وتيارات المعارضة.
وبحسب عددٍ من أعضاء الائتلاف الوطني السوري، فإن الائتلاف بصدد اتخاذ "موقف رسمي" حيال محاولات موسكو إلغاء دوره في الحراك السياسي.
وأشار رمضان إلى أن المحاولات الروسية لتجاوز المرجعيات السياسية للثورة "ليست جديدة"، مبرزاً أنها "باءت بالفشل، لأنها تمثل التفافاً على ثورة السوريين، وتضحياتهم"، مؤكداً أن "روسيا لن تحصد من خلال التفاوض ما عجزت عنه عبر العدوان".