ودحضت معلومات حصل عليها "العربي الجديد" مزاعم الناطق باسم قوات اللواء المتقاعد، أحمد المسماري، إذ أوضحت مصادر موثوقة، في السياق ذاته، أن مسوؤلين روسيين وصلا إلى مقر قيادة حفتر بالمرج، شرق البلاد، حيث عقد اجتماع لمناقشة الاتفاق الليبي الروسي والبدء في تنفيذه.
وأفاد مصدر قريب من أحد القياديين في قوات حفتر أن المسؤولين الروسيين هما فلاديسلاف كوزميشيف وميخائيل زافالي، من شركة روسية تدعى "Russian Rosoboroexport" مكلفة من السلطات الروسية بتنفيذ الاتفاق بين حفتر وروسيا بشأن تزويده بأسلحة، مؤكدا أن روسيا نفذت، فعلا، جزءا من هذه التعاقدات، وأغلبها تتعلق بقطع غيار لآليات روسية الصنع كانت معطلة في المعسكرات التابعة لحفتر، بالإضافة لاستضافة هذه المعسكرات لخبراء روس أقاموا ورشا للصيانة في المدة الماضية.
وكشف المتحدث عن أن الوثائق التي اطلع عليها تبين أن الاتفاق يقضي بحصول ليبيا على 20 طائرة روسية، 10 طائرات مقاتلة من طراز "سوخوي إس يو-35"، و4 طائرات "سوخوي إس يو-30"، وست طائرات تدريب "ياك-130"، إلى جانب غواصات ديزل الكهربائية من طراز "636 كيلو"، مؤكدا أن الوثائق تتضمن آليات أخرى، مثل الدبابات والعربات، لكنه أفاد بأنه لم يطلع عليها مفصلة.
وبحسب المصدر، الذي اطلع على بعض وثائق الاجتماع، فإن قيمة التعاقدات التي وقعها حفتر بلغت 2 مليار، مذكّرا بأن الاتفاق الموقع عام 2009 بين العقيد معمر القذافي وروسيا كان بقيمة 2 مليار و200 مليون.
وأوضح المتحدث ذاته أن "تسديد قيمة هذه التعاقدات لا يزال مجهولا حتى الآن"، لكنه رجح أن يكون لطباعة روسيا لمبلغ 4 مليارات دينار ليبي للبنك المركزي التابع للبرلمان في طبرق، في مايو/أيار من العام الماضي، علاقة بتمويل صفقات مع حفتر.
وزاد: "يبدو أن مصالح روسيا الحالية دعتها إلى الموافقة أخيرا على تفعيل اتفاق 2009، والمتمثل في شراء 20 طائرة روسية ودبابات وآليات أخرى، مقابل سماح ليبيا لروسيا بإقامة قاعدة بحرية لها شرق البلاد، وهو السبب الذي زارت من أجله حاملة الطيران الروسية "أدميرال كوزنتسوف" شرق البلاد.
وأشار المصدر إلى أن "ضباطا روسا زاروا أكثر من منطقة شرق ليبيا للتأكد من ملاءمتها لتكون قاعدة بحرية، قبل أن يعقد حفتر على ظهر حاملة الطائرات لقاء مع وزير الدفاع الروسي للموافقة بشكل نهائي على تفعيل اتفاق 2009"، مبرزا أن شركة "Russian Rosoboroexport" هي المكلفة عن الجانب الروسي بتنفيذه، ولهذا كان مسؤولوها الاثنان في المرج.
يذكر أن الناطق باسم قوات حفتر أكد أن ليبيا لديها اتفاق مع روسيا لتوريد قطع الغيار والخبرات الفنية للأسلحة روسية الصنع، لافتا إلى أن اتفاقية ثانية وقعت عام 2009 لتوريد أسلحة حديثة بقيمة 4 مليارات و200 مليون دولار، و"هذه العقود سيتم تفعيلها بعد رفع الحظر".
ورغم تعليل المسماري ظهور حفتر في إحدى الصور، وهو يوقع على مذكرة، بأنه يدوّن في سجل الحاملة المخصص لكبار الزوار، إلا أن جنرالا روسيا كان إلى جانبه، ويقوم هو الآخر بالتوقيع، يثبت ما أكدته مصادر "العربي الجديد".