أكدت قيادات عسكرية عراقية في محافظة الأنبار غربي البلاد، اليوم الخميس، إحراز تقدم واضح في الساعات الأولى للحملة العسكرية التي أطلقتها بغداد فجر الخميس في منطقة أعالي الفرات، في إطار سعيها لاستعادة المنطقة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتمتد منطقة أعالي الفرات من مدينة هيت على بعد 80 كيلومتراً غرب الرمادي صعوداً إلى الجنوب نحو الأردن، وشمالاً إلى الأراضي السورية حيث مدينة البوكمال الحدودية مع العراق،
وأعلن التنظيم المتطرف في الأول من سبتمبر/أيلول عام 2015 دمج مناطق أعالي الفرات العراقية مع جارتها السورية في ولاية أطلق عليها اسم "ولاية الفرات" وعيّن والياً عليها أحد قياديه البارزين.
وقال قائد عسكري عراقي إن "القوات العراقية المشتركة، تمكنت خلال العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها صباح اليوم من إحراز تقدم في منطقتي الصكرة ووادي حجلان غرب وجنوب غرب قضاء حديثة وبعد اشتباكات مع مسلحي داعش".
وأضاف العقيد عاشور جلو، وهو آمر فوج في قوات الطوارئ، لـ"العربي الجديد" إن "قوات الجيش العراقي، والشرطة المحلية، ومسلحي العشائر، تمكنوا من الوصول إلى مسافة 30 كيلومترا غربي مدينة حديثة".
وأشار إلى أن "التقدم تم على جهتي بحيرة حديثة، لتطهيرها من عناصر تنظيم "داعش"، لتمهيد الطريق الرابط بالمدن والمناطق الغربية"، مؤكداً أن "العملية العسكرية تمت بإسناد من طيران التحالف الدولي".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم "قوات العشائر" في الأنبار، غسان العيثاوي، اليوم الخميس، إن "القوات العراقية المشتركة حققت تقدماً كبيراً في العملية العسكرية التي انطلقت لتحرير المناطق الغربية للمحافظة"، مشيراً إلى "مقتل عدد من عناصر تنظيم داعش خلال القصف الجوي الذي طاول هذه المناطق".
وأكد العيثاوي مشاركة الجيش والشرطة والعشائر في العملية العسكرية الجديدة، مبينا خلال تصريح صحافي أن "القوات العراقية بدأت بتطهير المناطق التي تقدمت فيها من الألغام والعبوات الناسفة".
وفي سياق متصل، قال عضو مجلس شيوخ الأنبار، حميد العسافي، أن "القصف الجوي والمدفعي العنيف الذي تعرضت له مناطق غرب حديثة تسبب بنزوح عشرات الأسر"، مبينا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "التقدم الذي حققته القوات العراقية تسبب بإلحاق الأذى بالمدنيين".
وأشار إلى "تعرض سكان القرى التي شملتها العملية العسكرية إلى نيران القصف العشوائي العراقي"، لافتا إلى "سقوط ضحايا من النساء والأطفال".
ودعا العسافي إلى "توخي الحذر خلال تقدم القوات المشتركة، كون المناطق التي تشهد عمليات عسكرية مأهولة بالسكان، ولا بد من تمييز الرجال المدنيين والنساء والأطفال عن عناصر تنظيم داعش".
وأعلن قائد عمليات الجيش في الانبار، اللواء الركن قاسم المحلاوي، في وقت سابق من اليوم الخميس، عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مناطق غرب نهر الفرات قرب مدينة حديثة، كمرحلة أولى يعقبها التحرك على البلدات الغربية لانتزاعها من تنظيم "داعش".