تستعد السلطات المحلية بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن، لتنفيذ خطة أمنية بمديريات الوادي والصحراء بالتعاون مع "التحالف العربي"، لوضع حد للانفلات الأمني بالوادي. ويعاني وادي حضرموت منذ أشهر انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، تصاعدت معه وتيرة الاغتيالات وحالات السطو والاختطاف، وسط حالة من السخط الشعبي تجاه غياب الدولة وتلكؤ الأجهزة الأمنية بالمحافظة.
وتسيطر على وادي حضرموت المكون من 18 مديرية، وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وهي آخر وحدات ينتمي أفرادها إلى مختلف محافظات الجمهورية، في حين تسيطر على مديريات الساحل قوات النخبة الحضرمية التي تشكلت أخيراً بإشراف إماراتي. أما جهاز الأمن العام فهو شبه معطل، ولا تزال كثير من مراكز الشرطة بالمديريات مغلقة منذ سنوات، والذي يعمل منها يشهد حالة من التسيب.
وقال محافظ حضرموت الجديد، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، في تصريحات له، إن حل المعضلات الأمنية يرتبط ارتباطاً مباشراً بتفاعل المجتمع مع الخطة الأمنية التي ستنفذ لوضع حد للانفلات الأمني الحاصل بمختلف مديريات الوادي والصحراء، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً مع "التحالف العربي" في كل الخطط الأمنية التي ستنفذ في هذا الجانب. وأوضح أن الخطة الأمنية "مدروسة" وستنفذ بالتعاون مع كافة القطاعات الأمنية والعسكرية بالوادي. وتزامن الحديث عن الخطة مع زيارة قام بها البحسني لوادي حضرموت الأسبوع الماضي، استمرت ثلاثة أيام. كما جاء إعلان الخطة بعد أيام فقط من تخريج أول دفعة من المجندين من أبناء وادي حضرموت، يقدر عدد أفرادها بـ500 مجند، بالمنطقة العسكرية الأولى تحت إشراف سعودي.
ولم يغب الحديث عن الخطة الأمنية في كل لقاءات المحافظ البحسني مع مختلف الفئات ومكاتب الدولة أثناء زيارته للوادي، في محاولة لحشد رأي عام مؤيد للخطة قبل إعلان البدء بتنفيذها، وذلك سعياً لإعادة الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية والعسكرية والتي تراجعت على نحو كبير خلال السنوات الماضية. وفي هذا السياق، التقى البحسني في مدينة سيئون، مع قائد عسكري سعودي يتولى منصب مندوب القوات السعودية ضمن "التحالف العربي"، بوادي وصحراء حضرموت. وتطرق اللقاء إلى مناقشة الجهود التي تبذلها تلك القوات وتطوير الوحدات العسكرية اليمنية. وأبدى مندوب قوات "التحالف العربي" استعداده للتعاون مع كل الجهود التي تبذل من قبل قيادة المحافظة.
ويبدو نجاح الخطة الأمنية مرهوناً بتفعيل جهاز الشرطة في المديريات والذي يشهد شللاً واضحاً، فضلاً عن إعادة الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية والعسكرية. ويتمتع وادي حضرموت بموقع مهم في خارطة الجمهورية اليمنية، إذ يقع في إطاره منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، فضلاً عن الطريق الدولي البري مع سلطنة عمان، ومطار سيئون الذي يعمل حالياً إلى جانب مطار عدن فقط.