شهدت مدن إقليم كردستان العراق، اليوم الإثنين، انتشاراً أمنياً مُكثفاً على خلفية الهجمات التي طاولت عدداً من مقرات الأحزاب الكردية الليلة الماضية.
وأفادت مصادر أمنية في إقليم كردستان لـ"العربي الجديد"، بأن قوات كردية انتشرت في عدد من مدن إقليم كردستان، لافتةً إلى أنّ الانتشار تركز في مدن محافظة دهوك، التي شهدت هجمات من قبل متظاهرين على عدد من مقرات الأحزاب الكردية.
وبينت المصادر عينها، أنّ الانتشار جاء استجابة لدعوة حكومة إقليم كردستان، الأجهزة الأمنية لضبط الأمن، لافتةً إلى أنّ التوتر لا يزال يسود عددا من مناطق الإقليم لا سيما التي تضم أعداداً كبيرة من مؤيدي "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود البارزاني.
ودعت حكومة كردستان، في بيان، الليلة الماضية، الأجهزة الأمنية في الإقليم إلى السيطرة على الوضع وعدم السماح بالتجاوز على المقرات الحزبية، محذرة بإنزال العقوبات بحق الأشخاص الذين يقفون وراء تلك الأعمال.
وذكرت أيضاً أنّ "عددا من مناطق الإقليم شهدت محاولات فوضوية تسببت بقلق للمواطنين"، رافضةً أي تجاوز على المقرات الحزبية والمؤسسات الحكومية والسياسية.
وتابعت أنّ "هناك أيادي فوضوية خلف الفوضى والعنف"، معربةً عن إدانتها للهجمات التي حدثت الأحد.
إلى ذلك، قال القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، سداد البارزاني، خلال تصريح صحافي، في وقتٍ مبكر من اليوم، إنّ أزمة اقتحام برلمان إقليم كردستان، التي وقعت، الأحد، تمت معالجتها دون وقوع أية حوادث، مؤكداً أنّ حزبه مع التهدئة وعدم إثارة الفتن والقلاقل. وشدد على "عدم السماح بحدوث أية مشاكل".
ودعا مجلس أمن إقليم كردستان المواطنين إلى الحفاظ على الأمن وعدم السماح للفوضويين بخلق الفتن، مؤكداً إنزال أشد العقوبات بأي شخص يحاول الهجوم على أي مقر، مطالباً قوات "الأسايش" الكردية باتخاذ كافة التدابير تحسباً لأي طارئ والوقوف بوجه أية محاولات مشبوهة.
وشهد إقليم كردستان، أمس الأحد، فوضى أمنية بعد اقتحام متظاهرين برلمان الإقليم الذي كان يشهد جلسة نقل صلاحيات الرئيس إلى السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. كما أحرق آخرون مقرات لحزبي "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"حركة التغيير" في محافظة دهوك، ما دفع رئيس كتلة "حركة التغيير" في البرلمان العراقي، سروة عبد الواحد، لوصف هذا العمل بـ"الإرهابي" بامتياز، بينما طالب "الاتحاد الوطني الكردستاني" بالتحقيق في ملابسات حرق مقره وتدمير إذاعة "اشتي" التابعة له.