أعلن ما يُعرَف باسم مجلس الحكم المحلي لدرنة، الحداد ثلاثة أيام على عشرات القتلى والمصابين الذين وقعوا أمس الإثنين في المدينة، بحسب بيان صادر عنه.
وأوضح المجلس في بيانه، الذي صدر في وقت متأخر من مساء الإثنين، أن الضحايا سقطوا جراء قصف جوي على منطقة الفتائح، لافتاً إلى أن هناك أطفالاً ونساء من بين القتلى، واصفا إياه بـ"البربري الهمجي الغاشم".
وقالت مصادر محلية في درنة لـ"العربي الجديد" إن "طيراناً مجهولاً شن 6 غارات على مناطق متعددة في المدينة، أسفرت عن سقوط 16 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال، وبينهم ثلاثة أطفال أشقاء، كما خلفت الغارات أيضا عشرات المصابين معظمهم إصاباتهم خطيرة".
وحمّل مسؤول الملف الأمني بدرنة، العميد يحيى الأسطى عمر، القوات المصرية مسؤولية العدوان الجوي على المدينة.
وأوضحت المصادر أن إحصائيات القتلى ضمّت "8 أطفال و7 نساء ورجلين اثنين، وهم كالتالي: منار الصالحين المنصوري، منيا الصالحين المنصوري، الشامخ الصالحين المنصوري (رضيع)، نونيس الصالحين المنصوري، سليمان الصالحين المنصوري، نوري الصالحين المنصورين، علي إسماعيل فيتور، صباح إسماعيل فيتور، نسرين ونيس الحاسي (حرم إسماعيل فيتور)، ابن أشرف سرقيوه، حرم أشرف سرقيوه، زيدان الطيرة من منطقة الأردام، إضافة إلى اثنين من أطفالهم، وكذلك طفل ثالث لم يتم التعرف على هويته".
من جهته ناشد هويدي القزيري عضو تجمع أهالي درنة، المناطق المجاورة لاستقبال الجرحي بعدما امتلأت غرفة عمليات مستشفى الهريش بالمصابين.
وكانت "العربي الجديد" قد كشفت، السبت الماضي، عن تنسيق مصري مع قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، بشأن الاتفاق على تحديد عدة مناطق داخل الأراضي الليبية لتوجيه ضربة جوية لها، في إطار المحاولات المصرية لمعالجة تداعيات المذبحة التي راح ضحيتها عشرات من قيادات الشرطة المصرية في منطقة الواحات، التي تبعد نحو 135 كيلومتراً عن محافظة الجيزة، بعد الحديث عن قصور لدى وزارة الداخلية، وعدم التنسيق مع باقي الأجهزة المعنية، في وقت تتجه فيه أصابع الاتهام المصرية إلى عناصر مصرية متطرفة آتية من ليبيا عبر الصحراء الغربية، يتزعمها ضابط الصاعقة المفصول من الخدمة هشام عشماوي.
يأتي هذا في الوقت الذي يناقش فيه مجلس النواب الليبي عمليات القصف الجوي الذي استهدف المدينة، وأعرب عضو المجلس، إبراهيم زغيد، عن إدانته واستنكاره الشديد لعمليات استهداف المدنيين في مدينة درنة، مؤكدا أن المجلس سيناقش عملية القصف.
وقال زغيد، إن الإرهابيين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية، مطالبا قبائل درنة بإبعاد الإرهابيين عن التجمعات السكانية.
ونقلت فضائية ليبيا الحدث تصريحات للواء صقر الجروشي، قائد القوات الجوية التابع لحفتر، قال خلالها إن "قصف درنة تم بمساندة القوات الجوية المصرية بعد الاتفاق على ذلك بين المشير حفتر والفريق حجازي في القاهرة، وتركيز الإعلام على بعض الضحايا الأطفال وتناسي الإرهابيين أمر مؤسف".