وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام عبرت مياه نهر الفرات ووصلت إلى حويجة كاطع، في حين لا يزال مصير المدنيين المحاصرين في المنطقة مجهولاً، حتى ظهر اليوم الجمعة.
وتقول مصادر إنّ عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي انسحبوا إلى تلك المنطقة مع المدنيين، إثر سيطرة النظام على كامل مدينة دير الزور، حيث يتذرع النظام السوري بهؤلاء العناصر للهجوم على المحاصرين، وسط تخوّف من وقوع مجزرة بحق المدنيين.
وفي الشأن نفسه، يؤكد قياديون في مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، الاستعداد لاستقبال المدنيين الفارين من دير الزور، والعالقين في حويجة كاطع، مشيرين إلى أنّ قوات النظام تمنع هؤلاء من الوصول إلى مناطق سيطرتها.
ويُذكر أن المدنيين علقوا في حويجة كاطع، وهي جزيرة صغيرة في نهر الفرات، قبل ثمانية أيام، وقُتل عشرة منهم على الأقل، جرّاء تعرضهم للقصف من قوات النظام السوري.
وفي سياق متصل، سيطر مسلحو "مجلس دير الزور العسكري"، المنضوي في صفوف مليشيات "قسد"، اليوم الجمعة، بدعم من طيران التحالف الدولي، على منطقة دوار العتال عند مدخل مدينة الشحيل في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي.
كما أعلن "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية" عن سيطرة الأخيرة اليوم على قرية اللوزيّة في الريف الشرقي ضمن حملة "عاصفة الجزيرة" التي تشنها بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
أنباء متضاربة من البوكمال
قالت مصادر محلية إن قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معها تراجعوا اليوم في مدينة البوكمال بعد هجوم معاكس من تنظيم "داعش" الإرهابي وخلافات بين مليشيات "الحشد الشعبي" و"حزب الله"، وذلك وسط تضارب في الأنباء، وإعلان وزير الدفاع الروسي البدء بتمشيط المدينة من الألغام.
وذكرت مصادر محلية أن النظام لم يدخل كامل مدينة البوكمال بعد انسحاب عناصر تنظيم "داعش" من المدينة قبل يومين، وبقيت معظم قواته عند المنطقة المعروفة بالحزام الأخضر جنوب المدينة، وذلك خوفا من وجود كمائن وحقول ألغام.
وفي السياق، قالت شبكة "فرات بوست" المعنية بأخبار محافظة دير الزور إن مقاتلي "حزب الله" اللبناني و"الحشد الشعبي" العراقي انسحبوا فجر اليوم الجمعة إلى محيط مدينة البوكمال بعد نحو 48 ساعة على دخولها، لأسباب مجهولة.
وأضافت الشبكة على موقعها أن خلافا كبيرا وقع بين المقاتلين تطور إلى حصول اشتباكات بين الطرفين، وأدى إلى وقوع قتلى وجرحى، حيث انسحبت قوات النظام أيضا من مركز المدينة، وتمركزت في مناطق الجمعيات والصناعة ومحيط الهجانة، بينما تمركز مقاتلو "الحشد" في ناحية الهري والمناطق الحدودية بين سورية والعراق.
من جانبه، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن مقاتلي تنظيم "داعش" استعادوا السيطرة على نصف مدينة البوكمال من قوات النظام وحلفائه.
وكان النظام السوري قد أعلن أمس الخميس سيطرته بشكل كامل على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معاقل التنظيم الكبيرة في البلاد، بعد القضاء على تنظيم "داعش".