باتت تهمة التحريض، من أخطر التهم التي يخشاها الأكراد في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، إذ إنّ القوات العراقية واستخباراتها تراقب الأكراد وترصد تحركاتهم، لتسجيل أي مخالفة للسلوك في المحافظة أو التحريض ضد القوات الأمنية، ليتم اعتقالهم وإحالتهم إلى المحاكم.
ويروي أحد المواطنين الأكراد في كركوك، لـ"العربي الجديد": "كنا نعتقد أنّ الاستخبارات العراقية ضعيفة، ولا تستطيع القيام بأي دور أمني، لكن مع دخولها إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، رأينا عكس ذلك"، مشيراً إلى أنّ "القوات العراقية أول ما عملت عليه، هو تنظيم شبكة استخبارية في تلك المناطق، تتابع تحركات الكرد المدنيين بشكل دقيق".
وأوضح أنّ "هذه الشبكات بعضها من العسكريين، وبعضها من المدنيين من القوميات الأخرى التي أبدت تعاوناً مع القوات الأمنية"، مضيفاً أنّ "هذه الشبكات لا تتابع أعمال العنف والإرهاب لترصد الجهات المسؤولة عنها، بل تعمل على متابعة الكرد فقط دون غيرهم ومتابعة تحركاتهم وحتى كلامهم، وما يتداولون به أثناء لقاءاتهم سواء في الأسواق أو الأماكن العامة".
كما أشار إلى أنّ "هذه الشبكات الاستخبارية تحاول الحصول على أي شيء يدين أحد الأكراد بتهمة التحريض على القوات الأمنية، حتى باتت هذه التهمة مرعبة بالنسبة للأكراد".
وأكد أنّ "الأكراد باتوا حريصين جداً على أن لا يخطئوا بالكلام، ويتجنبون أي موضوع سياسي حتى لا يقعوا بالمحظور ويُؤوَّل كلامهم على أنه تحريض"، وقال "بتنا اليوم نخاف من موضوع السياسة حتى داخل منازلنا وبين أطفالنا، حتى لا تعتاد ألسنتهم هذا الموضوع ويخطئوا به في مكان ما ويصبحوا تحت طائلة القانون".
من جهته، قال ضابط في قيادة شرطة كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ"القوات الأمنية تسلمت بلاغاً رسمياً بالحفاظ على أمن كركوك، وأن يتم العمل على استئصال أي محاولة للتأثير على أمن المحافظة".
وأوضح أنّ "تهمة التحريض على القوات الأمنية، تعد اليوم من أخطر التهم، والتي تعمل القوات الأمنية وأجهزتها الاستخبارية على متابعتها"، مبيناً أنّ "التحريض سواء كان بالفعل أو بالقول فهو سواء، وأنّ كل من يثبت تورطه بذلك، سيحال على القضاء وسينال جزاءه".
وأشار إلى أنّ "الجهات الاستخبارية اعتقلت اليوم ثلاثة أكراد وسط كركوك، بتهمة التحريض بالقول"، مبيناً أن "التهمة ثبتت عليهم من خلال تحقيقات الشرطة المحلية، وسيحالون على القضاء قريباً بعد إكمال أوراقهم".
وينتقد مسؤولون أكراد، توجه الحكومة العراقية حول إصدار هكذا تهم ضد المواطنين الأكراد، وفي السياق، قال عضو الحزب الديموقراطي الكردستاني، فرهاد الجاف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه التهمة هي ذاتها تهمة 4 إرهاب التي استخدمها رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، ضدّ المكون السنيّ، وهي تهمة لتصفية الخصوم".
وأضاف أنه "لا يمكن أن يُسيَّس القضاءُ العراقي إلى هذا الحد، وأن يوجه ضد مكون معين وهو المكون الكردي"، مبيناّ أنّ "ذلك لا يعكس نية الحكومة لحل الأزمة مع كردستان، بل على العكس تماماً، فهذا أمر يبعث على الريبة من نوايا الحكومة العراقية".
وكان القضاء العراقي قد أصدر أمراً، بعد استفتاء كردستان، بالقبض على نائب رئيس الإقليم القيادي في حزب الطالباني، كوسرت رسول، بتهمة التحريض على القوات العراقية.