وتقول المصادر إن سلو وصل إلى الحاجز الأخير لقوات "قسد" فجر أمس في قرية عون الدادت شمالي مدينة منبج مستقلاً سيارته الخاصة، ومعه سلاحه الشخصي وبعض مرافقيه.
ويقابل حاجز "قسد" في تلك المنطقة، وعلى بعد كلم واحد منه، حاجز لـ"لواء الشمال" التابع لـ "درع الفرات"، حيث يفصل بينهما نهر الساجور.
وقد قام سلو بجولة تمويهية في المنطقة، قبل أن ينطلق مسرعا بسيارته باتجاه حاجز "لواء الشمال"، حيث كانت بانتظاره مجموعة أمنية تتبع لـ"الجيش الحر" إضافة الى عناصر يتبعون للاستخبارات التركية قاموا بنقله إلى مدينة جرابلس شرقي حلب، ومنها إلى تركيا.
وطلال سلو (المقدم، العقيد، العميد) حيث كان برتبة مقدم حين انشقاقه عن جيش النظام عام 2013 ثم جرى ترفيعه من جانب "الجيش الحر" إلى رتبة عقيد، قبل أن ترفعه "قسد" مؤخرا إلى رتبة عميد، هو من مواليد 12/3/1965 في قرية الراعي ذات الغالبية التركمانية بمحافظة حلب.
تخرج من الكلية الجوية العسكرية عام 1987 برتبة ملازم، وتدرج إلى رتبة مقدم إلى أن اعتقل عام 2004 من جانب سلطات النظام السوري لأسباب سياسيّة، وزج في سجن صيدنايا لحوالي عامين قبل إطلاق سراحه وتسريحه من الجيش.
انضمّ سلو إلى الثورة بعد مرور سنتين على بدئها، كقائد لـ" لواء السلاجقة" المدعوم من تركيا ضمن فرقة في الريف الشمالي لحلب في قرية الراعي. وبعد معركة فاشلة مع تنظيم "داعش" غادر سلو إلى تركيا وبقي هنالك سنة ونصف السنة.
وبعد قطع الدعم عن لوائه من جانب تركيا، تواصل سلو مع القوات الكرديّة في منطقة عفرين، وتمّ الاتفاق على إعادة إحياء "لواء السلاجقة" مرّة أخرى ضمن جيش الثوار.
ويتوزع اللواء المذكور في منطقة عفرين وحمّام التركمان، ولديه حوالى 500 مقاتل، وقد انضم مع فصائل عربية وكردية إلى تشكيل "قسد"، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وعين سلو متحدثًا رسميًا باسم هذا التجمع الذي يهيمن عليه الأكراد، حيث تشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لـ"قسد".
وتقول المعلومات إن سلو ذا الأصول التركمانية عانى في الفترات الأخيرة من تهميش متزايد من جانب قيادة المليشيات الكردية، بسبب اعتراضاته على تهميش العناصر غير الكردية في "قسد" .
وفي هذا الإطار جرى تعيين مصطفى بالي كمدير للمكتب الإعلامي في "قسد" بينما حجبت عن سلو المعلومات الهامة والتطورات العسكرية التي يتطلبها عمله كناطق باسم تلك القوات.
يقيم اثنان من أبناء سلو، الثلاثة، في تركيا، بينما تقيم زوجته وابنه الأصغر في السعودية. ويعتبر انشقاقه ضربة لـ "قسد"، خاصة بعد انشقاق "لواء التحرير" بقيادة عبد الكريم العبيد، الملقب بأبو محمد كفرزيتا، والذي كان يشغل منصب مسؤول العلاقات الخارجية في "قسد"، بسبب ما قال حينها، إنه تهميش وعنصرية من جانب "الوحدات" الكردية.
وتتعرض المجموعات العربية والتركمانية في "قسد"، لمعاملة سيئة، ويقع عناصرها دائما تحت شبهة التعاون أو التعاطف مع "داعش"، وليس لقادتهم سوى صلاحيات محدودة قياسا بالقيادات الكردية.