وقال الوزير الفرنسي لصحافيين اثنين بينهما مراسلة وكالة "فرانس برس"، إنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أبلغه بموافقة الحريري على الذهاب إلى فرنسا، من دون أن يحدّد موعداً لهذه الزيارة.
وفي حين نقلت "رويترز" عن مصدر قوله إن الحريري سيسافر إلى فرنسا في غضون 48 ساعة قبل أن يعود إلى بيروت ليقدم استقالته رسمياً للرئيس ميشال عون، قال مصدر آخر للوكالة ذاتها إن موعد السفر لم يتحدد بعد.
وفي أول تعليق على هذه المستجدات، قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إنه يأمل أن تكون الأزمة انتهت وفتح باب الحل بقبول الحريري الدعوة لزيارة فرنسا، مؤكداً أنه ينتظر عودة الحريري من باريس للبت في موضوع الحكومة.
وأضاف: "همّنا خلال معالجة الأزمة كان تمتين الوحدة الوطنية وحماية الاستقرار الأمني والمالي والاقتصادي"، مشدداً على أن "كرامة لبنان وسيادته واستقلاله تتقدم على كل المصالح، ويجب أن يشعر كل لبناني أن فوقه مظلة تحميه من أي اعتداء أياً يكن مصدره".
كما نقلت مصادر رئاسية عن عون قوله إن لبنان ملتزم بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، وفق "فرانس برس".
وقدّم الحريري، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، بشكل مفاجئ، استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، في بيان متلفز تلاه من العاصمة السعودية الرياض، وانتقد خلاله إيران و"حزب الله"، لتنتشر أخبار بعدها عن وضعه ضمن إقامة جبرية في منزله هناك، ومنعه من العودة إلى لبنان.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الأربعاء، أنّ ماكرون دعا الحريري وأسرته إلى فرنسا، سعياً لنزع فتيل أزمة في الشرق الأوسط.
وذكر قصر الإليزيه، في بيان، أنّه "بعد الحديث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وجّه الرئيس دعوة إلى سعد الحريري وأسرته إلى فرنسا".
وكان الحريري، أكد في تغريدة نشرها على "تويتر"، أمس الأربعاء، أنّه "بألف ألف خير"، متعهداً بالعودة إلى لبنان، حيث غرد: "بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم، وحا تشوفوا".
وتزامنت تغريدة الحريري مع اتهام الرئيس اللبناني ميشال عون السعودية باحتجازه "رهينة"، ووصف ذلك بأنّه "عمل عدائي".
وقال عون أمام وفد من المجلس الوطني للإعلام في قصر بعبدا، إنّ "لا شيء يبرّر عدم عودة الرئيس سعد الحريري بعد مضي 12 يوماً، وعليه نعتبره محتجزاً وموقوفاً، ما يخالف اتفاقية فيينا وشرعة حقوق الإنسان".
وتابع، بحسب ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، أنّ "وضع عائلة الرئيس سعد الحريري مماثل لوضعه، ولم نُطالب بعودتها في السابق، لكننا تأكدنا أنّها محتجزة أيضاً ويتم تفتيشها عند دخول أفرادها وخروجهم من المنزل".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، وفق ما أوردت "رويترز"، أنّ وزير الخارجية سيرغي لافروف، سيجتمع مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في موسكو، غداً الجمعة.
وقاد باسيل، وهو صهر رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر"، جولة سياسية أوروبية لحشد التضامن مع الموقف الرسمي اللبناني، بعد أن أبدت مجموعة دول، ومنها إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا وتركيا، دعمها لعون وإدارته لهذا الملف الخلافي المُستجد.
وانضمت روسيا أيضاً إلى قائمة الدول الداعمة للبنان، عبر تأكيد نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بعد استقبال نائب رئيس الحكومة اللبنانية غسان حاصباني، أمس الأربعاء، موقف بلاده بـ"ضرورة تسوية كافة المسائل الحادة المتعلقة بالأجندة الوطنية من قبل اللبنانيين أنفسهم، ومن دون تدخّل خارجي وعبر الحوار ومراعاة لمصالح كافة القوى السياسية الأساسية في هذا البلد متعدد الأديان".
وسبق للسفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين، أن طرح إمكانية "إحالة ملف رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، إلى مجلس الأمن الدولي، في حال استمر الغموض الطاغي عليه" وأضاف زاسبيكين، في مقابلة تلفزيونية بعد يومين على الاستقالة، أن "موضوع عودة الحريري متعلّق بالحقوق السيادية للبنان".
(العربي الجديد)