اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رياض سيف، أن مصير رئيس النظام بشار الأسد، محسوم بالنسبة للمعارضة برحيله، معرباً عن تفاؤله بنجاح مؤتمر الرياض في تشكيل رؤية واضحة للمعارضة.
وقال سيف في مقابلة مع "الأناضول"، "إن اجتماع المعارضة في الرياض، سيشهد تقييم عمل الهيئة العليا للمفاوضات خلال الفترة السابقة، وسيركز على إعادة النظر في الآليات التفاوضية".
وأكد أنه "لن يكون هناك تعديل يذكر فيما يتعلق بالموقف من رحيل الأسد، وأن أغلب المشاركين في المؤتمر، يدعمون موقف الائتلاف في هذا الصدد"، معتبراً أن المؤتمر "سينجح في تشكيل رؤية واضحة للمعارضة".
كما أوضح أن الائتلاف "تلقى دعوة للمشاركة، وينظر بإيجابية لمؤتمر الرياض، ودور المملكة العربية السعودية الداعم للشعب السوري، ويأمل أن يساعد في تعزيز موقف قوى الثورة والمعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة (28 من الشهر الجاري)".
واستبعد سيف فشل مؤتمر الرياض في تشكيل وفد متجانس، وقال "إرادة السوريين والدعم الدولي المتوفر سيعزز فرص الاتفاق حول رؤية واحدة، ولن يكون بوسع مجموعة صغيرة، تحدي إرادة الأغلبية، والقضاء على حلم السوريين بالحرية".
وفيما يخص الوفد المفاوض الموحد، لفت سيف إلى أنه "يمكن الوصول لذلك، فإن كان الجو وطنيا في الرياض، ويبحث عن حلول، ويريد أن يحقق إنجازا عبر الحل السياسي، وانتقال السلطة، فلا أعتقد أن سورياً صادقاً مع نفسه وشعبه، يرفض العمل بهذا الاتجاه".
وأضاف "إن كانت منصة موسكو، ستنفذ مطالب روسيا، فلا يوجد حل. مطالب الشعب السوري بديهية، يريد حقه وكرامته وحريته، ويعيد بناء وطنه، والمحاسبة والمساءلة لا بد منهما".
وشدد رئيس الائتلاف على أن "قضية وجود الأسد أو عدم وجوده في المرحلة الانتقالية وما بعدها، هي النقطة التي يمكن أن تكون حاسمة"، بشأن تشكيل الوفد الموحد للمعارضة.
إلى ذلك، أبدى استغرابه من أن "القضية السورية تقف عند عقدة الأسد، يكون أو لا يكون في المرحلة الانتقالية، على العالم أن يتخذ قرارا أخلاقيا، إنسانيا وعقلانيا، بأن بشار الأسد انتهى، وعليه أن يتنحى، فالأمور لدى الشعب السوري محلولة بإزاحة الأسد".
وحول موقف الائتلاف من مؤتمر سوتشي الذي حددته موسكو، قال سيف "مؤتمر سوتشي رُفض بشكل قاطع من الائتلاف، لأنه لا مبرر لانعقاده، وإذا أراد الروس دعم الحل السياسي، يمكنهم الضغط على النظام للمشاركة في مفاوضات جنيف".
وردا على سؤال حول أفق الحل السياسي بعد البيان الروسي الأميركي حول سورية، وإنشاء مناطق خفض التوتر، قال رئيس الائتلاف السوري: "الحل السياسي له شروط، عندما تتفق أميركا وروسيا على حل سياسي، وتتبنيانه كاملاً، عندها ينجح".
وكان الكرملين قد أعلن أن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، استبعدا الحل العسكري لحل الأزمة في سورية، واتفقا في بيان مشترك، على أنّ "معالجة الأزمة ستتم في إطار ما يعرف باسم محادثات جنيف".
وحول البيان، قال سيف "لم تقدم الدولتان (روسيا وأميركا)، حلاً سياسياً واضحاً، نحن بحاجة لإرادة دولية، وخاصة روسيا وأميركا، وهناك تبادل مصالح ونحن نتفهمه، ولكن ضمن ما يقبل به الشعب السوري، اتفاقهم على حل سياسي شرط أول، والشرط الثاني ألا يمس ثوابت الشعب السوري".
واعتبر أن "البيان هو تفويض بوتين لإيجاد حل، والمؤكد أن الحل الذي يختاره بوتين هو الذي يبقي الأسد، ويعطيه القدرة على الاستمرار والشرعية".
إلى ذلك، رأى رئيس الائتلاف أن "مناطق خفض التصعيد ليست في خدمة الحل السياسي، إذا كان الضامن يحلل لنفسه القصف بالطائرات، فروسيا الضامنة قصفت منذ أيام قليلة مدينة الأتارب(بريف حلب الغربي شمالي سورية)، وسقط عشرات القتلى، والقصف مستمر بالغوطة الشرقية، فالحل السياسي هو الالتزام ببيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن".
وبشأن دور الحكومة المؤقتة في المناطق الخاضعة للمعارضة، كشف أنها "كانت تعاني من عدم وجود تمويل، وفي الأشهر الأخيرة تحسن الأمر، والاخوة الأتراك يقدمون كل التسهيلات الممكنة، ومن ضمنها استلام الحكومة المؤقتة معبر باب السلامة الحدودي".
وأشار سيف إلى أنه "سيتم تسليم باقي المعابر لاحقاً، وهناك تعاون بنّاء في المناطق المحررة، حيث أطلقوا يد الحكومة المؤقتة في منطقة درع الفرات".
وختم رئيس الائتلاف السوري بأن "دعم الاتحاد الأوروبي للحكومة المؤقتة كان محدوداً، لكن مع بداية العام القادم، ستشهد تلك الحكومة دعما أوسع من الاتحاد، والولايات المتحدة أيضا ستعيد العمل معها".
(الأناضول)