إن هذا المشهد الميداني والسياسي العام، الذي تدخل خلاله المعارضة إلى مفاوضات جنيف، بالتوازي مع إدخال التحركات الدولية الروسية كمرجعيات للحل السياسي من اجتماعات أستانة ومناطق خفض التصعيد التي نتجت عنها إلى مؤتمر سوتشي للمصالحة الذي تعمل روسيا على إنتاجه بدعم تركي إيراني، كل هذه المتغيرات السلبية بالنسبة للمعارضة تفقدها معظم أوراق القوة خلال المفاوضات بحيث لا يتبقى لديها سوى اللعب على الخلافات الدولية بين الدول المتدخلة بالشأن السوري. كالخلاف الروسي الأميركي، وتباين المصالح بين هاتين الدولتين في سورية. والخلاف بين ما يسمى محور الممانعة الذي تقوده ايران ويعتبر النظام جزءاً منه مع ما يطلق عليه محور الاعتدال العربي الذي تدعمه الولايات المتحدة. كذلك يمكنها الاستفادة من الخلاف التركي الأميركي حول موضوع الأكراد، وتسويق نفسها كبديل لقوات سورية الديمقراطية، خصوصاً مع تصريح الأميركيين أخيراً عن توقيف دعمهم المليشيا الكردية في سورية، والاستفادة من الخلاف الفرنسي مع النظام ومحاولة تسويق المعارضة نفسها كبديل أفضل، بالإضافة إلى الاستفادة من الصورة السيئة للنظام في الغرب، خصوصاً بعد التخلص من داعش الذي كان يطغى على صورة النظام.
المعارضة تدرك جيداً هذه الخلاف، لكنها قد تصل في حال تم استثمارها بالشكل الأمثل إلى أفضل السيئ من الحلول التي من الممكن أن ينتجها الحل السياسي.