وأكد سكان في صنعاء، لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات بين الحوثيين والقوات الموالية لصالح انفجرت، ظهر الأربعاء، في ميدان السبعين، وشوارع محيطة به، في منطقة حدة السكنية، القريبة من وسط العاصمة، بالتزامن مع استعدادات الحوثيين لتنظيم مهرجان جماهيري في ميدان السبعين، احتفاءً بذكرى المولد النبوي، والتي تستعد الجماعة لإحيائها منذ أيام.
ووفقاً لمصادر قريبة من الطرفين، فإن "جامع الصالح"، الذي يعد أحد أهم معالم صنعاء، كان شرارة انفجارالاشتباكات، فقد اتهمت مصادر في حزب المؤتمر الحوثيين باقتحام الجامع الواقع في السبعين الذي تحرسه قوات موالية لصالح، ما أدى إلى تفجّر الاشتباكات، في أكثر من منطقة من المناطق القريبة إلى مدينة السبعين.
وأوضح الحزب في بيان مساء الأربعاء، أن أربعة قتلى سقطوا وجرح ستة آخرين، جراء ما وصفه بـ"الاعتداء"، من قبل "أنصار الله".
وقال الحزب "وجدت العاصمة صنعاء نفسها أمام تحدٍ أمني خطير أقلق سكانها الآمنين، تمثل في قيام مئات من العناصر التابعين لأنصار الله مدججين بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والأطقم المسلحة باقتحام جامع الصالح واطلقوا قذائف الار بي جي والقنابل اليدوية داخل الجامع وحاصروا أفراد حراساته الاعتيادية المتواجدة في الجامع، وذلك قبل صلاة ظهر اليوم الأربعاء"، بالإضافة إلى ذلك قام الحوثيون بالانتشار حول مساكن وممتلكات خاصة بأفراد من عائلة وقيادات في حزبه، وفرضوا "حصارا مسلحا أدى إلى اندلاع الاشتباكات وتبادل اطلاق للنار وسقوط عدد من القتلى والجرحى"، حسب البيان.
وانفجرت الاشتباكات في ظل أجواء مشحونة بين الطرفين، منذ شهور، غير أن ذكرى المولد النبوي، وإعدادات الحوثيين للاحتفال، في "السبعين"، إحدى أهم المناطق التي يتمركز فيها نفوذ صالح وتوجد فيها مقرات أمنية وعسكرية وسفارات، بالإضافة إلى منازل تابعة لصالح، ساهمت في تصعيد التوتر بين الطرفين الذي كان قد وصل إلى اشتباكات محدودة، في المنطقة ذاتها، في أواخر أغسطس/ آب الماضي.
ويستعد الحوثيون، منذ أيام، لإحياء مناسبة ذكرى مولدالنبي التي توافق الـ12 من ربيع أول في التاريخ الهجري من كل عام، ويحييها الحوثيون بصورة رسمية من خلال مهرجانات وفعاليات أخرى على مستوى العاصمة صنعاء، والمحافظات الأخرى.
ومن المقرر أن تحشد الجماعة أنصارها للمشاركة في المهرجان الرسمي، الذي تنظمه في ميدان السبعين، ما لم يتواصل التوتر ويمنع إقامته أو يؤدي إلى تحويله إلى ساحة أخرى.
وتأتي مناسبة المولد النبوي بالتزامن مع احتفالات البلاد بالذكرى الـ50 لاستقلال جنوب البلاد من الاستعمار البريطاني، في الـ30 من نوفمبر/ تشرين الثاني 1967، وهو تاريخ جلاء آخر جندي بريطاني من اليمن، غير أن الذكرى، وعلى الرغم من كونها استثنائية (اليوبيل الذهبي) فإن الظروف التي تمر بها البلاد منعت إحياءها على المستوى الرسمي، بما يرقى إلى أهمية المناسبة.
في السياق، من المقرر أن تشهد عدن اليوم مهرجاناً حاشداً ينظمه ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يتبنى مشروع انفصال جنوب اليمن عن الشمال، في ساحة مدينة "كريتر"، حيث أكدت مصادر محلية في عدن لـ"العربي الجديد" أن"الانتقالي" بدأ الترتيب للمهرجان منذ أيام ويسعى من خلاله إلى حشد مؤيديه وإيصال رسائل سياسية.
ووجّه محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، دعوة لجماهير المجلس الذي يترأسه وتدعمه الإمارات العربية المتحدة، إلى المشاركة الفاعة في ساحة "الشهيد خالد الجنيدي" بمدينة "كريتر"، ودعا "رجال المال والأعمال والتجار والمقتدرين الجنوبيين داخل وخارج الجنوب للمساهمة بشكل فاعل في إنجاح الاحتفال بذكرى نوفمبر، من خلال تقديمهم الدعم المادي للجان الحشد"،ب حسب بيان أصدره الثلاثاء الماضي.
وتأتي ذكرى اليوبيل الذهبي للاستقلال في اليمن في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها البلاد، بما في ذلك مدينة عدن، التي شهدت، عشية مهرجان الاستقلال، انفجار سيارة مفخخة استهدفت فرع وزارة المالية اليمنية الواقع في منطقة "خور مكسر"، وأوقعت عدداً بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى رعب وهلع تسببت به للسكان، في منطقة الانفجار، فيما أعلن تنظيم "داعش"، في وقت لاحق، مسؤوليته عن الانفجار.
وشهدت عدن، الأربعاء، اشتباكات بين حراسة القصر الرئاسي (مقر الحكومة العملي في عدن) وجنود من أفراد حراسة قائد المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن، الثلاثاء الماضي، إذ هاجم مسلحون مجهولون منزل القيادي فيما يُسمى بـ"المقاومة الجنوبية" أديب العيسي وأصابوه بجروح، كذلك شهدت المدنية حوادث متفرقة، بدت مؤشراً على عودة التوتر الأمني في عدن.