واعتبر روحاني خلال الاجتماع أن الظروف في المنطقة تحتاج لبذل جهود ترمي الى التهدئة، واصفاً خطوة الرئيس دونالد ترامب بصب الزيت على النار التي ستشعل المزيد من النزاعات في المنطقة.
وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، أوضح روحاني لجونسون أن "التعاون بين طهران ولندن يستطيع أن يصب لصالح تحقيق استقرار المنطقة، والقضاء على الإرهاب نهائياً"، معتبرا أنه "بات واضحاً لجميع الأطراف أن إيران تقوم بدور بنّاء ساهم بتراجع التنظيمات الإرهابية"، إذ وافقه جونسون واعتبر أن "طهران تبنت سياسات إيجابية في الحرب على الإرهاب".
في المقابل، أكد روحاني على أهمية الاتفاق النووي وعلى ضرورة الحفاظ عليه بما يصب لصالح الجميع، داعيا لتطوير العلاقات المصرفية بين إيران وبريطانيا.
وخلال لقائه بروحاني وبشخصيات إيرانية أخرى، أبدى جونسون رغبة في استمرار العمل بالاتفاق برغم سياسة الإدارة الأميركية المتشددة إزاء هذا الملف، وأكد كذلك على أنه "اتفاق إيجابي يفتح فرصاً اقتصادية وتجارية جيدة"، كما دعا لفتح مشاريع استثمارية مشتركة بين الطرفين.
والتقى جونسون برئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أيضا، وكان الطرفان قد إجتمعا في وقت سابق من العام الجاري في لندن، ونقل موقع الإذاعة والتلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن "صالحي أوصل لجونسون رسالة مفادها أنه لا يمكن استمرار الاتفاق على هذا المنوال، من دون أن تحصد إيران المكتسبات، وهو ما سينقله للإدارة الأميركية بطبيعة الحال".
وأضاف كمالوندي أن "المجتمع الدولي بات يدرك أهمية الاتفاق النووي برغم المساعي التي تبذلها مجموعة صغيرة في أميركا"، وأكد أن صالحي نقل للضيف البريطاني ضرورة تسريع حل المشكلات البنكية والمصرفية من خلال تبديد مخاوف المصارف الدولية الكبرى المتوجسة من التعامل مع طهران، ونقل عن لسان جونسون أنه أكد للمسؤولين الإيرانيين رغبة الكثيرين في أميركا نفسها بالحفاظ على الاتفاق.
وكان جونسون قد تعهد بالتزام بريطانيا باحترام الاتفاق النووي، وجاء هذا خلال لقاء جمعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس السبت، مؤكدا "ضرورة توسيع مساحة التعاون الاقتصادي بين البلدين".
أما لقاؤه برئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، فكان يحمل عتباً إيرانياً، إذ قال الأخير إن لندن لم تتخذ خطوات جدية لتساهم في التعاون الاقتصادي مع طهران عقب الاتفاق، ولم تحلّ المشكلات المصرفية المتعلقة بسفارة إيران في لندن، وذكر أيضا بحسب الوكالات الإيرانية أن "طهران تؤمن بالحوار خياراً لحل كافة المشكلات الإقليمية"، سائلاً عما فعلته بريطانيا مقابل معارضة بعض الدول في المنطقة للاتفاق الذي تقول لندن إنه إيجابي.
كما انتقد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي شمخاني خلال لقائه جونسون، ما سماه "التقصير الأوروبي والأميركي في تطبيق الاتفاق بحذافيره"، قائلاً إن "واشنطن تتبع سياسات كارثية ستزيد من حرجها أمام المجتمع الدولي"، منتقداً كذلك السياسات الغربية إزاء ملفات المنطقة والحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أنه "لولا إيران وتقديم العديد من التضحيات لوصل داعش لحكومتي دمشق وبغداد ولأصبح على حدود أوروبا".
ودعا كذلك الى مواجهة قرار ترامب المتعلق بالقدس، وقال إن "حكومة لندن متورطة بدعم بيع السلاح والتجهيزات الأمنية لدول تنتهك حقوق الإنسان"، في إشارة منه للسعودية وقصف اليمن، داعياً للضغط على الرياض وإيقاف وصول السلاح إليها.
في المقابل، أكد جونسون أن بلاده ترفض القرار الأميركي الأخير المتعلق بنقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، معتبرا أنه يقوض عملية السلام، ويزيد التوتر.
كما حمّل جونسون من جانب آخر، ملفاً معقداً يتعلق بالمعتقلة البريطانية من أصول إيرانية نازنين زاغري، المحكومة بالسجن خمس سنوات في إيران، بتهمة نشر دعاية مغرضة ضد النظام.
واعتقلت زاغري في إبريل/ نيسان العام الفائت بعد زيارة عائلية إلى طهران، وكان جونسون قال أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني إن زاغري كانت في مهمة لتدريب صحافيين في إيران، وهو ما وضعه في موقف محرج وزاد من التأكيدات المتعلقة باتهامها بالتجسس.
وكان جونسون زار سلطنة عمان، الوسيط المعروف بين إيران والغرب، قبيل وصوله لطهران وبحث والمسؤولين هناك ملفات إقليمية، فضلا عما يتعلق بملف زاغري في محاولة لإطلاق سراحها.