وشارك نحو 10 آلاف شخص في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني، وسط العاصمة عمّان، بدعوة من الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي)، واستجابت لها أحزاب عدة، من بينها حزب التحرير المحظور.
ورفعت الأعلام الأردنية والفلسطينية، إضافة إلى أعلام الأحزاب المشاركة، كما رفع المشاركون صوراً للعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وصوراً لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وأخرى توثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسيين.
وهتف المحتجون "من عمان تحية.. للقدس العربية"، و"لا سفارة أميركية على أرض أردنية.. ولا سفارة أميركية فوق القدس العربية".
وقال وزير الأوقاف الأردني السابق، هايل داود، إن "الموقف الذي أعلنه الرئيس الأميركي، موقف غير مسؤول أثبت انحياز الإدارة الأميركية لإسرائيل بدلاً من لعب دور الوسيط والراعي لعملية السلام (..) أميركا لم تعد اليوم راعية للسلام".
وعبر داود خلال مشاركته في المسيرة، عن تخوفات من المساس بالدور الأردني بالوصاية على المقدسات، قائلاً "رغم إعلان ترامب أن الموقف من المقدسات لن يتغير، لكن إسرائيل بألاعيبها ستعمد للتدخل في شؤون المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهو ما لا تقبله الأردن حتى لو وافقت عليه الإدارة الأميركية".
كما رفعت خلال المسيرة صور الشاب محمد الجواودة الذي قتله ضابط إسرائيلي في يوليو/ تموز الماضي، داخل شقة مستأجرة لصالح السفارة الإسرائيلية في عمّان.
وقال والده زكريا الجواودة، الذي كان يرفع صورة ابنه خلال المسيرة: "واثق أن الملك لن يتنازل عن دم ابني (..) على الإسرائيليين أن يعرفوا أن نهايتهم أصبحت قريبة، وأننا سندوسهم بالأقدام".
وفي العاصمة أيضاً، اعتصم المئات أمام السفارة الأميركية رفضاً لقرار ترامب، وطالب المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه الأحزاب القومية واليسارية، بسحب الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وهتفوا "أميركا هيه هيه.. أميركا رأس الحية"، و"أميركا رأس الإرهاب"، كما طالبوا حكومة بلادهم بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وإعادة النظر في العلاقات الأردنية - الأميركية.
كما شهدت مدن مادبا والكرك والطفيلة ومعان والعقبة الجنوبية مسيرات واعتصامات منددة بالقرار، ومطالبة بموقف عربي وإسلامي حازم لإلغائه، وكذلك خرجت مسيرات في مدن الشمال، أربد وجرش وعجلون تندد بالقرار الأميركي.
وشهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، مسيرات غاضبة أحرق خلالها العلمان الأميركي والإسرائيلي، وطالب المشاركون فيها القيادة الفلسطينية بالتخلي عن خيار السلام، كما طالبوا القيادات العربية والإسلامية بدعم الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني.