وبحسب مصادر سياسية كردية، فإن هذا الإجراء يمثل ردا على دخول القوات العراقية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، التي يدعي إقليم كردستان أنها تعود له، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن الإقليم لن يسمح بإجراء أية مراسم للاحتفال بعيد الجيش العراقي بعد نحو ثلاثة أسابيع من الآن.
وقال عضو برلمان إقليم كردستان، نظام هركي، إن برلمان الإقليم أنهى، أمس الأحد، القراءة الأولى لمشروع قرار يقضي بإلغاء عطلة عيد الجيش العراقي، مؤكدا أن "هذا القرار جاء بسبب ممارسات القوات العراقية ضد الشعب الكردي".
وأضاف: "بعد تأسيس العراق، كرر الجيش العراقي وقوات (الحشد الشعبي) ممارساتهما ضد الشعب الكردي، خصوصا في أحداث 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، التي تسببت في مقتل العشرات من قوات البشمركة"، وفقا لقوله، موضحا أن "الجيش العراقي ما يزال يشكل خطرا على الشعب الكردي، لا سيما بعد خرق الدستور واستخدام القوة ضد البشمركة".
وتابع هركي، خلال تصريح صحافي، أن "المشروع سيصادق عليه من قبل الأغلبية البرلمانية"، مبينا أن "الأكراد أصبحوا على قناعة بأن الجيش العراقي سيهاجم كردستان".
وفي السياق نفسه، قالت عضو برلمان إقليم كردستان، شيلان جعفر، إن السلطة التشريعية في إقليم كردستان بصدد إلغاء مناسبة تأسيس الجيش العراقي.
مقابل ذلك، اعتبر عضو "التحالف الوطني"، علي الساعدي، الإثنين، أن "نية إقليم كردستان إلغاء عطلة عيد الجيش العراقي تمثل خطوة تصعيدية جديدة"، مؤكدا، لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش للجميع وليس لمكون أو جهة أو حزب".
وأشار الساعدي إلى أن "تحديد المناسبات والعطل الرسمية أمر منوط بالسلطات الاتحادية في بغداد، ولا يحق لأي إقليم أو محافظة القول بخلاف ذلك"، داعيا السلطات الكردية إلى "التهدئة والاقتراب من سبل الحوار، بدلا عن التصعيد ومحاولة الانتقاص من تضحيات الجيش العراقي".
يشار إلى أن الجيش العراقي كان قد تأسس في 6 يناير/ كانون الثاني 1921، تلا ذلك تشكيل القوتين الجوية والبحرية في ثلاثينيات القرن الماضي. وخاض الجيش العراقي حربا طويلة ضد إيران 1980-1988، خرج فيها منتصرا قبل أن يتم حله بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، وتم تشكيله من جديد عام 2004 بإشراف مباشر من قبل ضباط أميركيين.