صعّدت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية وعمليات القصف الجوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق، اليوم السبت، وفتحت محاور جديدة للقتال ضد فصائل المعارضة، في محاولة للتقدم إلى عمق الغوطة، عبر استخدام غازات سامة، فيما أحرزت تقدما جديدا في هجومها المتواصل على ريف إدلب الجنوبي.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن طائرات النظام شنت، اليوم، أكثر من عشرين غارة على مدينة حرستا وحدها، إضافة إلى غارات أخرى على عربين والنشابية وحرزما وحوش الصالحية وأوتايا في منطقة المرج، بالترافق مع قصف بصواريخ أرض، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، هم طفلة وامرأة ورجل، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
وأوضحت المصادر أن قوات النظام والمليشيات المساندة لها فتحت معركة جديدة في قطاع المرج شرقي دمشق من ثلاثة محاور، بعد جمود عسكري استمر أشهرا على هذا المحور، في خطوة لتوسيع العمليات العسكرية، كما يبدو، بعد التقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة، أمس الجمعة، في إدارة المركبات في حرستا.
وتتواصل الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في محيط إدارة المركبات على أطراف مدينة حرستا، بعد أن سيطرت المعارضة على معظم أبنية حي العجمي الملاصق لمبنى إدارة المركبات العسكرية، حيث تحاول قوات النظام، منذ يوم أمس، استعادة ما خسرته داخل إدارة المركبات.
وأفادت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري عن مقتل العميد الركن محمد يوسف جناد، من مرتبات الحرس الجمهوري، في مبنى إدارة المركبات.
وقال ناشطون إن القصف على بلدتي كفربطنا ومديرا أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، كما قُتل شخص من جراء القصف على مدينة مسرابا، مشيرين إلى استهداف قوات النظام بغاز الكلور السام نقاطا لفصيل "جيش الإسلام"، على جبهة مدينة البلالية التابعة لمنطقة المرج، بالتزامن مع التصعيد العسكري وحشد النظام قواته على حدود البلدة.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم "جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار، على حسابه في "تويتر"، إن قوات النظام تحاول اقتحام الغوطة الشرقية بالدبابات والآليات الثقيلة من ثلاثة محاور، هي النشابية وحزرما وزريقية، بالتزامن مع قصف مركّز وغير مسبوق على الجبهات الثلاث.
وأكد أن قوات النظام تستخدم غاز الكلور على جبهة البلالية، خلال الاشتباكات الدائرة، ما أوقع عدة إصابات بين المقاتلين.
وشهد محور النشابية توقفا للعمليات العسكرية، خلال الأشهر الماضية، حيث كانت قوات النظام تركّز على محاولة اقتحام حي جوبر وبلدة عين ترما.
وكانت قوات النظام سيطرت، في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2016، على مزارع الريحان ومنطقتي تل كردي وتل صوان وبلدة القاسمية، وصولًا إلى السيطرة على مشارف بلدة النشابية مطلع العام الجاري.
وفي شمال البلاد، سيطرت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية، صباح اليوم، على قرية عطشان بريف إدلب الجنوبي، عقب معارك عنيفة مع فصائل المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام قامت بعملية التفاف انطلاقاً من قريتي أبو عمر وتل مرق، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثّف على محاور الاشتباك في المنطقة، فيما شنّت المقاتلات الروسية غارات عدة على مواقع فصائل المعارضة في القرية قُبيل السيطرة عليها. كما طاولت الغارات ناحية التمانعة بريف إدلب الجنوبي.
وذكرت مصادر أن قوات النظام حاصرت القرية من ثلاث جهات، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف، وذلك بعد سيطرتها على قرى الحمدانية وتل مرق وأبو دالي المحيطة بها.
وكانت فصائل المعارضة سيطرت على عطشان، في تشرين الأول/أكتوبر 2015، وتكمن أهميتها في أنها الخط الدفاعي عن مدينة التمانعة جنوبي إدلب، كما تهدد السيطرة عليها مدينة مورك من الخاصرة الشرقية.
وتسعى قوات النظام للسيطرة على كامل ريف إدلب الجنوبي الشرقي، والوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري.