أكد سكان مدينة الكفرة الليبية، المتاخمة للحدود السودانية المصرية، تعرّض ضريح الإمام المهدي السنوسي بالزاوية السنوسية في المدينة، مساء الجمعة الماضي، للنبش والتهديم من قبل مجموعات سلفية مدخلية تابعة لقوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، وسط سخط شعبي كبير.
وقال الشيخ العارف بومادي، أحد شيوخ الطريقة السنوسية، لـ"العربي الجديد"، إن "الأنباء المتداولة حول الاعتداء على ضريح الإمام السنوسي صحيحة"، مؤكدا أن مجموعة سلفية من المداخلة التابعين لقوات حفتر اقتحموا الضريح الجمعة الماضية.
وأوضح بومادي أن "المداخلة المعتدين يتبعون كتائب تابعة لحفتر في المنطقة، استغلوا فترات الليل وقاموا باقتحام الضريح ونبش قبر الإمام السنوسي ونقل رفاته إلى مكان مجهول"، مشيرا إلى أن "السخط والتضايق الشعبي وصل مداه لدى سكان المدينة".
ولفت المتحدث ذاته إلى أن ممثلين عن أهالي المدينة أبلغوا المقربين من حفتر انزعاجهم من ممارسات المداخلة الذين سلّحهم وأطلق يدهم في المدينة يعيثون فيها فسادا.
وكان ضريح الإمام المهدي قد تعرّض للاقتحام وسُرق جثمانه أكثر من مرة، الأولى خلال 2009 أيام حكم نظام معمر القذافي، والثانية خلال عام 2012، إلا أن أهالي المدينة، المرتبطين روحيا ودينيا بالإمام المهدي، تمكنوا من استعادة جثمانة وإعادة دفنه في الضريح.
والإمام المهدي السنوسي، المتوفى عام 1902، هو والد ملك ليبيا السابق، إدريس السنوسي، وابن مؤسس الطريقة السنوسية الصوفية، ويعتبر ثاني شيوخها وأبرز الدعاة المسلمين الذين ساهموا في وصول الدين الإسلامي إلى مناطق نائية في أفريقيا، كما عُرف عنه مشاركته الكبيرة في تحرير مئات الأفارقة من قبضة عصابات أوروبية كانت تنقلهم لبيعهم كعبيد في أوروبا عبر صحراء ليبيا.
ومن أبرز أعمال المهدي السنوسي، إعلانه "الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي في تشاد"، ومساهمته في محاربة إنكلترا في السودان، بالإضافة إلى تنصيبه من يوصف بـ"شيخ شهداء ليبيا"، عمر المختار، رئيسا للمجاهدين.