وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن طفلاً قتل وأصيب مدنيون جراء قصف من قوات النظام السوري على مدينة سقبا في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق.
وأضافت المصادر، أن طفلاً وطفلة شقيقين قتلا جراء قصف مدفعي من قوات النظام على مدينة عربين، كما وقع جرحى جراء قصف مماثل على مدينة حرستا.
وطاول القصف المدفعي من قوات النظام السوري بلدة حوش الضواهرة موقعاً جريحاً، في حين وقعت أضرار مادية بقصف على الأحياء السكنية في مدينة دوما.
وذكرت إحصائية للدفاع المدني العامل في الغوطة الشرقية، أن 216 مدنيًا، بينهم 57 طفلًا، قتلوا خلال العشرين يومًا الماضية، جراء قصف قوات النظام مدن وبلدات الغوطة التي تتعرض منذ مطلع الشهر الماضي، لحملات قصف جوي ومدفعي وصاروخي كثيفة، ما خلف أيضاً دماراً كبيراً بالممتلكات.
وقد توفي عشرات المدنيين في الغوطة الشرقية بسبب نقص الدواء والغذاء بعد أن رفض النظام الذي يحاصرها منذ سنوات، إدخال ما يكفي من مساعدات إنسانية وإخلاء الحالات المرضية المهددة للحياة إلى مشافي العاصمة.
وتزامن القصف مع محاولات اقتحام من قوات النظام على جبهتي ثكنة إدارة المركبات في محيط مدينة حرستا ووادي عين ترما في الأطراف الغربية للغوطة الشرقية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وتسعى قوات النظام إلى إحراز تقدم في الغوطة الشرقية على حساب المعارضة على الرغم من ضم مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة إلى اتفاق خفض التوتر الموقع مع الضامن الروسي.
تقويض التفاوض
من جهتها، اعتبرت هيئة التفاوض المنبثقة عن مؤتمر "الرياض 2" في بيان لها اليوم أن التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام السوري على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية "يقوض العملية التفاوضية".
وقالت الهيئة في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن أكثر من 180 مدنياً بينهم نساء وأطفال قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، نتيجة استهداف النظام المنطقة بالغازات السامة والقنابل العنقودية والذخائر التقليدية.
وأضاف البيان "أن الحملة الدموية على الغوطة تؤكد من جديد أن النظام ليس في حالة تفاوض وغير معني بأي حل سياسي، بل يريد تقويض أي مسار يمكن أن يفضي إليه".
وأكد ضرورة تطبيق القرار الدولي 2254 الذي ينص على الوقف الفوري لأية هجمات ضد المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
ودعت الهيئة في بيانها المجتمع الدولي إلى التحرك "بشكل جدي لردع النظام عن الاستمرار في جرائمه، وإنقاذ المسار السياسي بما ينسجم مع بيان جنيف1 والقرارات الدولية ذات الصلة".
وكان النظام السوري أعلن تعليق مشاركته في المرحلة الثانية من الجولة الثامنة من محادثات جنيف، التي ترعاها الأمم المتحدة، مع وفد "هيئة التفاوض" بسبب اعتراضه على بيان "الرياض 2" الذي يطالب برحيل بشار الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية.