عادت مجلة (لُوبْوان) الأسبوعية الفرنسية، لتتناول مأزق المملكة العربية السعودية بسبب سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، رابطة الخطة البديلة للسلام التي قدّمها الأخير وكُشف عنها أخيراً، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.
وتتحدث عن الضربة الجديدة للملك المقبل، الذي يريد أن يتقرّب من إسرائيل، تحت مسمى مكافحة عدو مشترك لإيران، حتى ولو "صدم" الفلسطينيين.
وينقل كاتب المقال إيف كورنو، أن الخبر مرّ نسبياً، بشكل غير مرئي، ولكن "نيويورك تايمز" منحته صدى بداية الأسبوع. ففي الشهر الماضي، التقى محمد بن سلمان، برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وعرض عليه مقترحاً لم يكن ينتظره، وهو التخلي عن المطالبة بجعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، لصالح بلدة أبو ديس القريبة من المدينة المقدسة.
ويقول "يمكن أن يبدو الاقتراح غير مفهوم، إذ كيف لملك السعودية المقبل أن يقترح على الحليف الفلسطيني التخلي عن هذا المبدأ المؤسِّس، وينفذ ما يريده عدوّهما المشترك، إسرائيل.
ويوضح الكاتب أن تفسير الأمر موجود في إعادة ترتيب الأوراق على المستوى الإقليمي. السعودية منخرطة الآن في صراع ضد إيران لأسباب الزعامة الدينية والجيو ــ سياسية. إذ استطاعت إيران في سنوات قليلة دفع بيادقها الى العراق وسورية ولبنان، وحديثاً الى اليمن، كما أن السعودية ترى في هذا الجار، بطموحاته النووية المعلنة، تهديداً مثيراً للقلق، يفوق التهديد الذي تمثله نظريّاً الدولة العبرية.
وهي النتائج نفسها التي وصلت إليها السلطات الإسرائيلية بحسب مجلة لوبوان، خصوصاً أن القوات الإيرانية موجودة بكثافة في سورية وتواصل تسليح "حزب الله" اللبناني.
وتستنتج المجلة، أن هذا القاسم المشترك كافٍ لتقريب السعودية من إسرائيل من دون حاجة للاعتراف بهذه الأخيرة. ولهذا فإن هذا الاقتراح من قبل محمد بن سلمان، يندرج في هذا السياق غير المسبوق.
باختصار، إنه التفاهم بين الحلفاء في اللعبة الكبيرة التي تجمعهم ضد ثيوقراطية إيران.
إلى ذلك، يرى الكاتب أنه من غير المرجح، أن تكون للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كلمته، إذ لا يخفى على أحد أن محمد بن سلمان يريد استبدال هذا الرجل الثمانيني بمحمد دحلان.
لكن يبقى السؤال ما إذا كانت طُرُق بن سلمان الذي يجهل التابوهات والدبلوماسية التقليدية، ستنجح. لأن سياساته قدمت إلى الآن نتائج متضاربة. صحيح أن ما قام به وسط العائلة المالكة كان مثيراً، لكنّ الانخراط الكثيف للقوات السعودية في اليمن، لم يترتب عنه نتائج مرجوّة. وهو بالتالي مسؤول، ولو جزئياً، عن الوضعية الإنسانية الكارثية التي تسود هذا البلد.