أبدى رئيس الحكومة المغربية المكلف عبد الإله بنكيران، استعداده للتضحية برئاسة الحكومة إذا اقتضى الأمر ذلك وكان في مصلحة للوطن، مبرزاً في الوقت ذاته أنه لا رغبة له ولحزبه العدالة والتنمية الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، في الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وقال بنكيران، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، معلقا على تأخر تشكيل الحكومة الذي دام أزيد من أربعة أشهر، اليوم السبت: "إن هذا الانسداد في مشاورات تكوين الحكومة يمس إشعاع المغرب، وبأنه ينتظر جواب حلفائه المحتملين".
ويعود الجمود في تشكيل الحكومة المغربية إلى خلاف بين رئيسها المعين من طرف الملك محمد السادس منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبين عزيز أخنوش الأمين العام لحزب "الأحرار" ومعه ثلاثة أحزاب أخرى هي الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية التي تطلب دخولها جميعا إلى الحكومة، بينما يتمسك بنكيران بالتحالف الحكومي السابق الذي لا يوجد فيه حزبا الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري.
وبخصوص هذه الجزئية، أكد بنكيران أنه لا يفهم "كيف لحزب حصل فقط على 20 مقعداً في الانتخابات البرلمانية الماضية (في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي)، أن يحاول فرض نفسه على الحكومة، وتدافع عنه أحزاب أخرى"، مضيفا أنه "لم يوجه لهذا الحزب الدعوة، وبالتالي ينتظر جواب حلفائه المحتملين"، وإلا فإنه "سيعرف ماذا سيفعل حينها".
وشدد رئيس الحكومة المكلف على أن تشكيل الحكومة يتعين أن يحترم إرادة ملايين المغاربة الذين اختاروا حزب العدالة والتنمية أولا في الانتخابات التشريعية الماضية، وإلا فإنه "لن يكون للديمقراطية معنى، وبالتالي سيحدث عزوف عن المشاركة السياسية والانخراط في الشأن السياسي".
وتابع أن الإصلاح من داخل الاستقرار نهج سار عليه حزب العدالة والتنمية منذ أحداث ما يسمى "الربيع العربي"، وأن خيار الإصلاح ليس سهلا أبدا، وأن له خصوماً حاربوا الحزب وسيحاربونه إلى ما لا نهاية، مبرزا أن "العدالة والتنمية" مقتنع بنهج الإصلاح بعيدا عن التنازع مع المؤسسة الملكية.
وأكد بنكيران أن الحكومة التي قادها طيلة 5 سنوات التي مضت استطاعت بمساهمة حلفاء "العدالة والتنمية"، أن تحقق عددا من المنجزات الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، منها تحصين الاستقرار في سياق إقليمي وجهوي مضطرب، وأيضا جلب استثمارات ضخمة، وإصلاحات هامة، من قبيل إصلاح صندوق التقاعد، وإصلاح منظومة التقاعد.
ولفت إلى أن هذه الإصلاحات "تربص بها خصوم الإصلاح، ولما فشلوا في سعيهم، بدأوا ينقبون في نواياه وسريرته، وصاروا يختلقون الأباطيل من أجل الإيقاع به، لكن الحق أبلج والباطل لجلج"، وفق تعبير بنكيران خلال اللقاء.
واختتم بالقول إن بعض الجهات الحزبية التي خسرت الانتخابات البرلمانية الماضية "لم تسلم بالهزيمة، كما تقتضي الأعراف الديمقراطية في بلدان العالم، ولو فعلت لانتصر الوطن"، مضيفا أن هذه الجهات، التي لم يسمها، دخلت في حرب القيل والقال، والتهم المتبادلة، ما أفضى إلى تأخر تشكيل الحكومة إلى اليوم.