تتكثّف التحركات الرامية إلى حلحلة الأزمة الليبية، أكان عبر محاولات إنجاح المبادرة التونسية - الجزائرية - المصرية، أو التوجّه لإعلان مبادرة جديدة من قِبل رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج. وتتواتر الاجتماعات في أكثر من عاصمة عربية وأوروبية بهدف حشد التأييد الدولي للمبادرة التونسية - الجزائرية - المصرية، وتوحيد كل المساعي والجهود في مسار واحد، والعمل على جمع الجهود الدبلوماسية للضغط من كل القوى الإقليمية والدولية التي تمسك بخيوط مختلفة في ليبيا، لإنجاح هذه المبادرة بهدف جمع كل الفرقاء الليبيين من دون استثناء على طاولة حوار واحدة.
وبعدما أعلن السفير البريطاني في ليبيا، بيتر ميليت، أن بلاده تدعم المبادرة، علمت "العربي الجديد" أن الولايات المتحدة الأميركية تبدو متحمسة أيضاً لها. وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن وفداً برلمانياً جزائرياً زار الولايات المتحدة الأميركية أخيراً والتقى مسؤولين بارزين، أكدوا دعم إدارة الرئيس، دونالد ترامب، للمبادرة. وبحسب هذه المصادر فإن المكالمة الهاتفية التي ستجمع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، بنظيره الأميركي قريباً، قد تتطرق إلى الملف الليبي وجهود المبادرة وتطوراتها.
وأكدت المصادر أن جزءاً مهماً من زيارة السبسي الأخيرة إلى روما استأثر بالملف الليبي الذي يشغل البلدين بقوة، ويلتقيان مع الجزائر في قراءتهما للوضع الليبي وسبل إدارة الأزمة. وستعمل السلطات الإيطالية بكثافة في الأيام المقبلة بهدف حشد دعم روسي للمبادرة، موجود أصلاً، إضافة إلى ممارسة ضغوط على حليفيها المصري، والليبي خليفة حفتر، بهدف التسريع في إنهاء الإعداد للقمة الثلاثية أولاً واللقاءات الليبية بعد ذلك.
وتتأكد يوماً بعد يوم قرب زيارة حفتر إلى تونس، وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" أن مسؤولاً رفيعاً من جيش حفتر وصل إلى تونس في الأيام الاخيرة للإعداد لهذه الزيارة، لافتة إلى أن فرداً من عائلة حفتر مقيم في تونس قد يتولى إدارة لقاءاته فيها.
اقــرأ أيضاً
وفي سياق متصل، أكدت هذه المصادر أن المحادثات الليبية - الليبية الثنائية متواصلة بين أطراف عدة، كاشفة عن أن شخصيات مهمة من نظام معمر القذافي تتواصل مع إسلاميي ليبيا، مرجحة أن تكون محادثات قد تمت في الآونة الاخيرة بين سيف الإسلام القذافي والقيادي الليبي علي الصلابي. وذكّرت بالعلاقات القديمة الموجودة بين الرجلين، حين شغل الصلابي مسؤولية في أمانة مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية عام 2003. ولفتت المصادر إلى أن أهم الفصائل الليبية متحمسة للمبادرة، وأن الرئيس التونسي سرّع من خطواته في العمل على إنجاح مبادرته، في إشارة إلى لقائه الأخير بالقيادي الليبي محمود جبريل، ولكنها أبدت مخاوفها من تدهور الأوضاع الذي تشهده العاصمة الليبية طرابلس.
مقابل ذلك، يبدو أن السراج يعمل على مبادرة خاصة به تتضمن رؤيته لحل الأزمة في البلاد، وقد اقترب من إنهائها وسيجري الإعلان عنها قريباً، وفق ما كشفت مصادر مقربة منه لـ"العربي الجديد". وذكرت المصادر أنه على الرغم من اعتراض بعض مستشاري السراج على كون المبادرة "شخصية"، وخوفهم من تعميق الانقسام داخل المجلس الرئاسي، إلا أن رئيس المجلس عازم على الإعلان عنها خلال أيام.
وأوضحت المصادر أن المجلس الرئاسي شهد أخيراً مشادات كلامية بين بعض أعضائه، على خلفية وقوف بعضهم وراء دعم المجموعات المسلحة التي أعلنت عن تشكيل جهاز "الحرس الوطني"، واشتبكت مع قوات وزارة داخلية الوفاق أكثر من مرة، مشيرة إلى أن "الأوضاع داخل المجلس هي التي دفعت السراج أكثر إلى اعتماد مبادرة شخصية".
وعن شكل المبادرة، أوضحت المصادر أن "السراج يتحدث عن إمكانية الخروج من الجدل حول انتهاء مدة الاتفاق السياسي بالعمل على دخول مرحلة مؤقتة بقيادة حكومة أزمة مصغرة، بالإضافة إلى مجلس عسكري يقوده حفتر، بالاشتراك مع طيف مشكّل من ضباط الجيش ينحدرون من مختلف المناطق". وأضافت أن "السراج سيطالب بوقف إطلاق النار في كل جبهات القتال، والدخول في انتخابات برلمانية عاجلة لتشكيل حكومة، مما يفتح المجال أمام مرحلة انتقالية جديدة بالتوازي مع تسريع عمل هيئة صياغة الدستور الدائم للبلاد". وكشفت المصادر عن أن "مسؤولين من الجزائر ومصر وتونس وتركيا أبدوا تأييدهم للمقترح، معبرين عن استعدادهم لدعمه في الأوساط الدولية، فضلاً عن أن السراج سيعرض المبادرة على المسؤولين الروس خلال زيارته المرتقبة لموسكو من أجل حثهم على إقناع حفتر بالقبول بها".
وأكدت المصادر أن جزءاً مهماً من زيارة السبسي الأخيرة إلى روما استأثر بالملف الليبي الذي يشغل البلدين بقوة، ويلتقيان مع الجزائر في قراءتهما للوضع الليبي وسبل إدارة الأزمة. وستعمل السلطات الإيطالية بكثافة في الأيام المقبلة بهدف حشد دعم روسي للمبادرة، موجود أصلاً، إضافة إلى ممارسة ضغوط على حليفيها المصري، والليبي خليفة حفتر، بهدف التسريع في إنهاء الإعداد للقمة الثلاثية أولاً واللقاءات الليبية بعد ذلك.
وتتأكد يوماً بعد يوم قرب زيارة حفتر إلى تونس، وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" أن مسؤولاً رفيعاً من جيش حفتر وصل إلى تونس في الأيام الاخيرة للإعداد لهذه الزيارة، لافتة إلى أن فرداً من عائلة حفتر مقيم في تونس قد يتولى إدارة لقاءاته فيها.
وفي سياق متصل، أكدت هذه المصادر أن المحادثات الليبية - الليبية الثنائية متواصلة بين أطراف عدة، كاشفة عن أن شخصيات مهمة من نظام معمر القذافي تتواصل مع إسلاميي ليبيا، مرجحة أن تكون محادثات قد تمت في الآونة الاخيرة بين سيف الإسلام القذافي والقيادي الليبي علي الصلابي. وذكّرت بالعلاقات القديمة الموجودة بين الرجلين، حين شغل الصلابي مسؤولية في أمانة مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية عام 2003. ولفتت المصادر إلى أن أهم الفصائل الليبية متحمسة للمبادرة، وأن الرئيس التونسي سرّع من خطواته في العمل على إنجاح مبادرته، في إشارة إلى لقائه الأخير بالقيادي الليبي محمود جبريل، ولكنها أبدت مخاوفها من تدهور الأوضاع الذي تشهده العاصمة الليبية طرابلس.
مقابل ذلك، يبدو أن السراج يعمل على مبادرة خاصة به تتضمن رؤيته لحل الأزمة في البلاد، وقد اقترب من إنهائها وسيجري الإعلان عنها قريباً، وفق ما كشفت مصادر مقربة منه لـ"العربي الجديد". وذكرت المصادر أنه على الرغم من اعتراض بعض مستشاري السراج على كون المبادرة "شخصية"، وخوفهم من تعميق الانقسام داخل المجلس الرئاسي، إلا أن رئيس المجلس عازم على الإعلان عنها خلال أيام.
وأوضحت المصادر أن المجلس الرئاسي شهد أخيراً مشادات كلامية بين بعض أعضائه، على خلفية وقوف بعضهم وراء دعم المجموعات المسلحة التي أعلنت عن تشكيل جهاز "الحرس الوطني"، واشتبكت مع قوات وزارة داخلية الوفاق أكثر من مرة، مشيرة إلى أن "الأوضاع داخل المجلس هي التي دفعت السراج أكثر إلى اعتماد مبادرة شخصية".