جاء هذا في مقابلة مع فضائية "العربية" السعودية تم بثها اليوم الجمعة، وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الرئيس التركي يحلم بعودة الخلافة في ثوب العصر الجديد، قال أردوغان: "تركيا لا تريد أن تصبح خلافة إطلاقاً".
وتابع: "العالم في دوامة من التحول والتغير السريعين، ونحن خلال هذا التحول والتغير نتحدث اليوم عن نظام الحكم الذي نحلم به ونريده. الآن كما تعلمون أن تركيا قادمة على استفتاء، وهذا الاستفتاء سيكون حول التصويت على نظام الرئاسة، وبالتالي هذا النظام لا يضم إطلاقاً ما ذكرتموه".
وأضاف: "الأمر هو فقط ما يجب فعله، وتمكين الناس أن يعيشوا بكل حرية ويعبروا عن رأيهم بكل حرية، وأيضاً أن يستفيد أفراد الشعب من إمكانيات الدولة وبشكل عادل، وكذلك الارتقاء بمستوى الدولة في التعليم والصحة والعدالة، وأن نجعل أفراد الشعب يعيشون في اطمئنان، وتركيا تسعى إلى تحقيق ذلك".
وبين أن "تركيا الآن أصبحت متقدمة جداً في كل المجالات التي ذكرتها بما يمكن أن تتسابق وتتفوق أيضاً على الكثير من الدول الأوروبية، والكل حر في إبداء رأيه والتصويت، ولا أحد يحاسب ويسأل عن اختياره على سبيل المثال، نحن الآن نخفض سن الترشح للحكومة ولنواب البرلمان، وسن الناخبين إلى 18 سنة".
وتابع: "في تركيا أيضاً جمعيات ومنظمات وجماعات فكرية تنشط بحرية، وإذا ما لجأت إلى الإرهاب واستخدام السلاح فنحن نطبق كل ما نطبقه حيال المنظمات الإرهابية".
وفي رده على سؤال ما إذا كانت تركيا ستتعاطى بذات المساواة مع تسليم قيادات الإخوان المسلمين الموجودين في تركيا، كما تطالب الدول الأخرى بتسليم جماعة فتح الله غولن، قال أردوغان: "نحن نتلقى طلبات بين وقت وآخر لكن نوجه سؤالا؟ هل هذه منظمة إرهابية مسلحة؟ هل الذين تطالبون بهم تورطوا في عمل إرهابي أو مسلح؟".
وأكد أن "الذين كانوا موجودين في تركيا من الإخوان المسلمين إن كانت لهم صلة في عمل إرهابي لا يمكن أن نتسامح معهم، ولكننا لم نر ولم نلحظ أي فعل من هذا القبيل".
وفي المقابل، بين أردوغان أن بلاده تريد فقط "من قام بمحاولة الانقلاب في تركيا لأن هدفهم كان هدم تركيا، وقد استخدمت دبابات وطائرات وأسلحة الدولة ضد الشعب، وقد أدى إلى سقوط 248 شهيداً، وأكثر من 2000 جريح، وقد استهدفوا المباني الأساسية في تركيا والمباني الحكومية".
وفي رده على سؤال حول مفهومه للعلمانية وكيفية الجمع بين الإسلام والعلمانية في تركيا، قال أردوغان: "أنا أجد صعوبة في فهم سبب تفسير العالم الإسلامي الربط بين الإسلام والعلمانية".
وأردف: "نحن قمنا بتأسيس حزبنا (العدالة والتنمية) وقمنا بتعريف العلمانية، وقد عبّرت عن ذلك عندما قمت بزيارة مصر بعد تولي (الرئيس السابق محمد) مرسي الحكم، وحضرت في مبنى الأوبرا في القاهرة،(...) أولاً الأفراد لا يمكن أن يكونوا علمانيين، الدولة تكون علمانية هذه نقطة مهمة، والعلمانية تعني التسامح مع كافة المعتقدات من قبل الدولة، والدولة تقف على نفس المسافة تجاه كافة الأديان والمعتقدات".
وتابع: "نحن لا نعتبر العلمانية معاداة للدين أو عدم وجود الدين، وقلت الفرد لا يمكن أن يكون علمانياً، والعلمانية ليست ديانة الدولة، وإنما هي ضمان فقط لحريات كافة الأديان والمعتقدات".
واستدرك بالقول "أي أن العلمانية تعني توفر الأرضية الملائمة لممارسة كافة الأديان شعائرها بكل حرية حتى الملحدين، ولكن اعتبار العلمانية هي تسليط رأي أو موقف على المتدينين فهذا غير صحيح وغير مطلوب إطلاقاً".
وبين أن هذا هو تعريف العلمانية داخل الحزب الذي أسسه، معتبرا إياه بهذا الشكل "ليس مخالفة للإسلام".