دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، المواطنين الأتراك إلى الموافقة على التعديلات الدستورية للتحول إلى النظام الرئاسي، مشيرا إلى أن الروس يرفضون توجه عمليات "درع الفرات" نحو الجنوب والغرب من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، شمالي سورية.
وأشار الرئيس التركي، خلال إجابته على أسئلة الصحافيين الذين رافقوه في جولته الخليجية، إلى أن التحول إلى النظام الرئاسي سيكون من خلال فترة انتقالية لمدة عامين قبل انتخابات 2019، ستبدأ بإنهاء مرحلة الرئيس غير الحزبي، بالقول إنه من الممكن أن يكون التحول إلى الرئاسة الحزبية أولى الخطوات في المرحلة الانتقالية، ومع الموافقة على التعديلات الدستورية سيكون من الممكن أن نعود لتسجيل أنفسنا في الحزب".
وأضاف أردوغان أنه "سيكون أيضا من الممكن إزالة الاستعصاءات ضمن الأنظمة القانونية، وستقوم الحكومة وكذلك البرلمان باتخاذ الخطوات الضرورية لذلك، وكما قال بهجلي (زعيم حزب الحركة القومية) سيتم تشريع الأمر الواقع وتجهيز المجتمع لذلك، الأمر الذي يحمل أهمية كبيرة".
وربط الرئيس التركي بين الداعين لرفض التعديلات الدستورية وحزب العمال الكردستاني، واصفاً توافق كل من الأخير والشعب الجمهوري باتفاق الشر، بالقول "على سبيل المثال إن جبل قنديل (مقر العمال الكردستاني) يرفضون التعديلات، وكذلك أولئك الذين دخلوا إلى البرلمان بمساندتهم، أي حزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)".
وتابع أن "هؤلاء لا يمكن أن يكونوا في أي وقت ممثلين لأخوتنا الأكراد، وقمنا باتخاذ الخطوات التي انتظرتها الأمة منا بحقهم، لم نقم فقط بنزع حصانتهم البرلمانية، ولكننا نزعنا حصانة البرلمان كله، بعض النواب ذهبوا وأدلوا بإفاداتهم، وأصدر القضاء قرارات بحقهم، والبعض هرب، منهم من هم في الخارج، والآن يتحرك حزب الشعب الجمهوري(الكماليون) معهم، وبما أنهم يعملون معا فإني أرى أن الموافقة على الشر هي شر".
وعن وجود أي تغيير في الموقف الأميركي من المنطقة الآمنة التي كانت تدعو تركيا لإقامتها في سورية منذ سنوات، أوضح أردوغان أن "المنطقة الآمنة تعبير استخدمه الرئيس الأميركي ترامب، نحن نقول منطقة آمنة مطهّرة من الإرهاب، وهذا يرتبط به أمر آخر، وهو منطقة حظر طيران، أي كي يصبح هناك منطقة خالية من الإرهاب لا بد أن يرافقها حظر طيران".
وأشار إلى أنه "لا بد لنا حينها من جيش لحماية الأمن هناك، ولتلبية ذلك، نحن نعمل منذ فترة طويلة على برنامج تدريب وتسليح للجيش السوري الحر، إذ يحمل وجود الجيش السوري الحر أهمية عالية في ما يخص تأمين تلك المنطقة. على سبيل المثال هم موجودون في جرابلس والراعي ودابق، والآن سيقومون بالاستقرار في مدينة الباب، يجب أن يكون الجيش السوري الحر أيضا في منبج، وهذا ما قلته لترامب، سيكون لنا دور في عملية تحرير الرقة من سيطرة داعش في حال قمتم بالتعاون مع الجيش السوري الحر، لن تحتاجوا قوات الاتحاد الديمقراطي(الجناح السوري للكردستاني) في هذا الأمر".
وعن إمكانية إنشاء عقارات لاستيعاب اللاجئين في المنطقة الآمنة، قال أردوغان إن "عملاً كهذا يحتاج تخصيص مبالغ مالية ضخمة، وعندما تحدثت مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في هذا الأمر، قالت لي يكفينا ألا يأتوا إلينا لاجئين، نستطيع أن نخصص 10 مليارات يورو سنوياً لأمر كهذا، وقمت بتذكيرها بالأمر خلال زيارتها الأخيرة".
واستدرك بالقول "لكن لم يتحول ذلك إلى أي خطوة ملموسة حتى الآن. حالياً يقول لنا ترامب بأنه قادر على حل الموضوع المالي، سيتم بحث الأمر في الأيام القادمة خلال لقاءاتنا المشتركة".
وأشار أردوغان إلى أن لا مشكلة لدى موسكو في إنشاء المنطقة الآمنة، لكنها ترفض توجه قوات "درع الفرات" نحو غرب وجنوب مدينة الباب، بالقول "يقول لنا الروس إنّ من الأفضل ألا نتجه نحو جنوب وغرب مدينة الباب، بينما هناك تفاهم كامل بيننا وبين العاهل السعودي حول سورية والمنطقة الخالية من الإرهاب وحزب الاتحاد الديمقراطي".
وعبر عن رفضه للخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في ما يخص الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ قال "أعتقد أن نتنياهو اتخذ خطوات خاطئة، وبينما يقول لنا إننا سنقوم باتفاق في ما يخص نقل الغاز، نرى من جانب آخر أنه يتخذ خطوات سلبية في ما يخص المسجد الأقصى، ويعملون على منع الأذان، إن ما يقومون به يتعارض مع حرية الاعتقاد، وعبّرنا عن حساسية هذا الأمر لترامب وبعض الأصدقاء الآخرين".