توفي، مساء اليوم السبت، مؤسس الجماعة الإسلامية بمصر، عمر عبدالرحمن، داخل أحد السجون الأميركية، حيث كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية أن عمر عبد الرحمن توفي، اليوم السبت، "لأسباب طبيعية" عن سن 78 عاماً في سجن في كارولاينا الشمالية.
وكانت ابنته أسماء، أول من أعلن نبأ وفاة والدها، وهو ما أكده مصدر مقرب من أسرة عبدالرحمن، مبدياً شكوكه في موعد إعلان الوفاة، وأنها، وفقاً لكلامه، ربما تكون حدثت مساء الجمعة.
وقالت أسماء في بيان مختصر على صفحتها بـ"فيسبوك": "الشيخ عمر عبدالرحمن توفاه الله".
وكانت المخابرات الأميركية "CIA" تواصلت مع أسرة عمر عبدالرحمن أخيرًا، من أجل تقديم طلب لسفارة واشنطن بالقاهرة، لإكمال عقوبة مؤسس الجماعة الإسلامية بمصر، نظراً لحالته الصحية المتدهورة جدًا، بحسب مصادر مقربة من الأسرة.
وبدأت محاكمة عبدالرحمن، منذ عام 1993.
وقال نجله، محمد، إن السلطات الأميركية أبلغتهم، مساء اليوم، وفاةَ والده في سجن نورث كارولينا.
وأوضح، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن السلطات الأميركية أبلغتهم، أن تسليم الجثمان للأسرة سيتم عبر السفارة الأميركية بالقاهرة، موضحاً، أن آخر تواصل مع والده كان الأسبوع الماضي، وأخبرهم خلاله أن حالته الصحية متدهورة للغاية، مضيفاً: "قال لنا إنها ربما تكون المحادثة الأخيرة بيننا وبينه".
ولفت نجل الداعية الراحل إلى أن جثمان والده سيوارى الثرى، في مدافن الأسرة بمنطقة الجمالية، في القاهرة، عقب انتهاء إجراءات تسلمه.
سافر إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة "التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993"، وأعلن تأييده مبادرة وقف العنف التي تبنتها الجماعة الإسلامية في مصر، عام 1997.
وجهت له الإدارة الأميركية، تهمة "التحريض على العنف، وارتكاب جرائم ضد الحكومة الأميركية"، منها التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي، بعدما لعبت الحكومة المصرية وقتها دوراً في إثبات التهم عليه، ورفضت تسلمه رغم عرض واشنطن ذلك عليها أكثر من مرة، كونه ضريراً وعمره يتجاوز سبعين عاماً، وقد أصيب بعدة أمراض، من بينها سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا على كرسي متحرك، وفي حبس انفرادي بلا مرافق، مقطوعة اتصالاته الخارجية، جعل المجتمع المدني يتدخل للوقوف معه، خصوصاً المحامية الناشطة الحقوقية إلين ستيورات التي كانت تدافع عنه، والتي تم سجنها بتهمة مساعدته وتوصيل رسائله إلى أسرته وتلاميذه.
في 29 يونيو/حزيران 2012 تعهد الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل على تحرير عمر عبد الرحمن.