فرنسا: مرشح الخضر جادو يتخلى عن ترشيحه لصالح هامون

24 فبراير 2017
هامون عبر عن ارتياحه للتحالف مع جادو(فرانسوا غيو/فرانس برس)
+ الخط -
بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، أعلن مرشح حزب الخُضر "أوروبا البيئة-الخُضر"، يانيك جادو، ليل أمس الخميس، انسحابه من ساحة الانتخابات الرئاسية المقبلة لصالح مرشح الحزب الاشتراكي، بونوا هامون، على أن يقوم كوادر وأعضاء الحزب المدافع عن البيئة بالموافقة على هذا التحالف ابتداءً من اليوم الجمعة والأحد المقبل في استفتاء داخلي.

ومقابل هذا التحالف، وافق المرشح الاشتراكي على ثلاث نقاط كان يطالب بها المرشح البيئي، وهي إلغاء مشروع إنشاء مطار "نوتردام دو لاند"، الذي يعارضه حماة البيئة بشدة منذ سنوات عديدة، وإلغاء العمل بالطاقة النووية في مهلة تمتد لـ25 عاماً، والعمل بنظام اللوائح النسبية في الانتخابات التشريعية.

كما أن الاشتراكي وافق على مطلب الخضر بتشكيل فريق برلماني موحد في حال الفوز بالرئاسيات، وفسح المجال لترشح المزيد من نواب الخضر في الدوائر الانتخابية المحسوبة على الاشتراكي، وهذا ما سيضمن لحزب الخُضر حضوراً برلمانياً يتجاوز بكثير حجمه السياسي الحقيقي، كما يؤكد ذلك العديد من المعلقين السياسيين. 

 

وقال جادو، ليلة أمس في حوار مع القناة التلفزيونية الثانية: "مسؤوليتي أن أتجاوز الطموحات الشخصية الضيقة وإكراهات الأجهزة الحزبية والمساهمة في بعث الروح في مغامرة الانتخابات الرئاسية لصالح قوى التقدم، لهذا أعلن سحب ترشحي".

من جانبه، عبر هامون عن ارتياحه للتحالف مع حزب الخُضر، وقال: "بفضل القرار الاستثنائي الذي اتخذه جادو أصبحت الآن مرشح البيئة السياسي، ومن الآن فصاعداً سأخاطب جميع الفرنسيين الذين يضعون القضايا البيئية في أولوية اهتماماتهم".     

وبفضل هذا التحالف بين الاشتراكي والخُضر يعزز هامون شعبيته في صفوف الناخبين اليساريين، ويرد بشكل مباشر على التحالف الذي أعلنه رئيس حزب الوسط اليميني، فرانسوا بايرو، مع إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد الاشتراكي السابق، وهو التحالف الذي يضع ماكرون في موقع اليمين ويبعده أكثر عن اليسار. 

غير أن العقبة الأساسية، التي تعترض طريق هامون يساراً، تبقى مرشح اليسار الراديكالي، جان لوك ميلانشون، الذي لا يرغب في التحالف مع الاشتراكي وسحب ترشيحه لصالح هامون.

وكان جادو قد دعا، مباشرة بعد إعلان سحب ترشيحه، ميلانشون إلى السير على منواله وإقامة تحالف مع هامون، معتبراً أن "وحدة اليسار خلف مرشح واحد هي مفتاح النجاح في الانتخابات الرئاسية المقبلة". غير أن ميلانشون سارع إلى انتقاد جادو، واعتبر أنه خالف قواعد حزبه بإعلانه التخلي عن ترشيحه ودعم هامون قبل التشاور معها. 

وفي المقابل، أكد ميلانشون أن المشكل ليس هو هامون، بل "الأجهزة الحزبية الاشتراكية المتقادمة والمسؤولة عن فشل الولاية الاشتراكية"، مشدداً، في الوقت نفسه، على أنه لا يرفض الحوار مع هامون، ولا يغلق أي باب في وجهه، و"مستعد للقائه في الأيام القادمة".