وكان التحقيق القضائي الجاري مع فيون في قضية احتمال استفادة زوجته واثنين من أولاده من وظائف وهمية، تمّ توسيعه ليشمل البذلات الفاخرة التي تلقاها كهدايا من صديق رفض الكشف عن هويته. ووسعت النيابة العامة المالية تحقيق قضاتها، ليشمل شبهات باستغلال نفوذ في قضية البذلات. ويُرغِم القانون الفرنسي النواب المنتَخبين في البرلمان ومجلس الشيوخ، على تقديم كشف عن الهدايا أو الهبات التي تتجاوز قيمتها 150 يورو خلال ولايتهم.
وكان القضاء قد وجّه تهمًا عدة إلى فيون، من بينها "اختلاس أموال عامة"، وذلك قبل ستة أسابيع من الانتخابات الرئاسية، بعد أن تدهورت شعبية المرشح اليميني بسبب قضية الوظائف الوهمية.
وكان اسم بورجي قد تردد بكثرة في الأيام الأخيرة، وراجت معلومات حول كونه من دفع ثمن بذلات فيون، غير أنه نفى ذلك بشدة. وفي المقابل، أكدت صحيفة "لوموند"، أنه باتت لدى المحققين أدلة دامغة تؤكد أن بورجي هو من دفع ثمن البذلتين نقدًا في متجر "أرنيس"، بعد أن طلبهما فيون في 7 ديسمبر/كانون الأول 2016، عقب تسعة أيام فقط من فوزه في الانتخابات التمهيدية في اليمين والوسط، ثم عاد بنفسه في 20 فبراير/شباط الماضي ودفع ثمنهما نقدًا في المتجر.
وكانت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" قد كشفت الأحد الماضي، أن أحد الأثرياء سدّد في شباط/فبراير الماضي ثمن بذلتين اشتراهما مرشح اليمين من مصمم أزياء باريسي معروف، وبلغ سعرهما 13 ألف يورو.
وأقر فيون، في تصريح لإذاعة "أوروبا واحد"، الإثنين الماضي، بأن أحد أصدقائه أهداه هاتين البذلتين، وأن هذه جزئية تتعلق بحياته الخاصة، مستغربًا إثارة مسألة شخصية قال إن "لا علاقة لها البتة" بالسياسة.
ولكن بحسب صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، فإن هدايا الصديق الثري لم تقتصر على هاتين البذلتين الفاخرتين من ماركة "أرنيس"؛ بل يضاف إليهما مبلغ 35 ألفًا و500 يورو "تم تسديده نقدًا" في المتجر نفسه، مقابل بذلات أخرى حصل عليها فيون اعتبارًا من عام 2012، وبلغ ثمنها الإجمالي حوالى 48 ألفًا و500 يورو.
ويرتبط فيون بعلاقة صداقة وطيدة مع روبير بورجي منذ سنوات عدة، علمًا بأن الأخير شغل منصب وزير للتعاون في حكومة جاك شيراك عام 1986. ويعتبر بورجي أيضًا من المقربين للرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي كان مستشاره الشخصي للشؤون الأفريقية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2012، نظم بورجي زيارة قام بها فيون عندما كان رئيسًا للوزراء إلى ساحل العاج والسنغال.
ويعتبر بورجي، المولود في العاصمة السنغالية داكار، باسم جعفر محمود برجي، أحد الشخصيات النافذة في شبكة "فرنسا أفريقيا"، التي كان قد أسسها رجل الأعمال الفرنسي، فرانسوا فوكار، في عهد الرئيس الفرنسي الراحل، شارل ديغول، وكانت مهمتها ضمان المصالح الفرنسية الاقتصادية والسياسية في المستعمرات الأفريقية السابقة.