أبرز قادة الاغتيالات والاختطاف في صفوف حفتر

طرابلس

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
29 مارس 2017
44A7E448-2DF1-4610-8D0B-65D5687FBE89
+ الخط -

يعتمد اللواء خليفة حفتر، في عملياته العسكرية على مجموعة من الضباط والمقاتلين الشرسين، وأضحى لهؤلاء الذين يمثلون اليد اليمنى له، صلاحيات ونفوذ وصل إلى حد ارتكاب جرائم حرب في ليبيا، من نبش القبور والتنكيل بجثث الموتى والاعتداء على الأسرى بالضرب والإهانة.

وبالإضافة إلى القيادي الأبرز النقيب محمود الورفلي (43 عامًا)، الملقب بقائد الإعدامات لدى حفتر، والذي أفرد "العربي الجديد" سيرة سياسية خاصة به، يوجد مجموعة ضباط ومقاتلين آخرين، كان لهم دور لا يقل عن الورفلي وفيما يلي أسماء هؤلاء وصلاحياتهم وأعمالهم:

عياد حامي الفسي العقوري:

عرف القيادي العقوري بادئ الأمر، من خلال كتيبة أسسها في 2012، أطلق عليها اسم كتيبة "أولياء الدم"، تتألف من عناصر قبلية، لاسيما القبائل القاطنة شرق بنغازي (البراغثة والعواقير وغيرهم)، وقامت الكتيبة بالعديد من عمليات القتال وهدم البيوت، انتقاما من خصومها الإسلاميين، الذين كانوا يسيطرون على بنغازي ذلك الوقت.

وفي لقاء مع موقع "بوابة أفريقيا" في إبريل/نيسان عام 2015، اعترف الفسي بأن أصل "عملية "الكرامة" انطلق من واقع أعمال كتيبة "أولياء الدم"، وقال إن "الكرامة كانت من الأساس هي بأولياء الدم، بالإضافة إلى أن رئاسة الأركان (التابعة لحفتر)، إلى اليوم تجتمع مع أمراء المحاور فى بنغازي"، معترفا بأن عمليات التهجير لخصومه لم تكن في بنغازي فقط، وإنما في برقة بكاملها.

وقال "الآن أولياء الدم عدد كبير منهم يقاتلون في عديد الجبهات، صحيح أن هناك بعض الأخطاء، ولكن العرف والشرع لدينا يقول للقاتل ارحل من المدينة أو القرية، ونحن نقوم بمراسلة أولياء أمور من قاموا بعمليات القتل لمغادرة بيوتهم وترحيل العائلة بالكامل خارج بنغازي وضواحيها".

وإن لم تشتهر أغلب عمليات الفسي، وهو مدني في العقد الخامس من عمره يعود لقبيلة العواقير، سلح العشرات من قبيلته، لينضم إليه عدد كبير آخر من العناصر القبلية، قبل أن تتوزع عناصره في أغلب كتائب حفتر الحالية، إلا أن أشهر عملياته حرقه في يوم 21 شباط/ فبراير 2015 لخمسة منازل بمنطقة السماني الشرقي بمدينة بنغازي، ومنعه دخول رجال الإطفاء، وفي نيسان/ أبريل من العام نفسه، أحرق الفسي هو ومقاتلوه عشرة منازل في أرض زواوة ببنغازي، بعد أن هددوا أسرها بهدمها على رؤوسهم، إذا لم يغادروا المدينة.

وفي أيار/ مايو 2016، أخرجوا ثلاث أسر من منازلها، على خلفية موالاتهم لـ"مجلس شورى بنغازي" وأحرقوا المنازل بعد ذلك، ومنعوا من في الجوار من إطفاء الحرائق.

لكن أهالي بنغازي يجمعون على أن الكتيبة متورطة في أغلب عمليات التصفية التي تحدث بين الفينة والأخرى، ويعثر الأهالي بشكل مفاجئ على جثث ملقاة على قارعة الطريق، أو بين أكوام القمامة، حيث تسجل هذه الجرائم لدى الدوائر القضائية ضد مجهول.

ولم يخف الفسي استهزاءه بالقضاء؛ ففي تصريح له لموقع "أجواء نت"، في آب/ أغسطس 2016 معلقا على شكاوى المهجرين من بنغازي لمكتب النائب العام، قال "إنها لا قيمة لها" معتبرا أن أعمال التصفية والتهجير هو رد طبيعي.

 

الملازم أحمد عبد الرزاق غرور الحاسي 

آمر فرقة القبض الخاصة، المشكلة من قبل قيادة حفتر، شاب في منتصف الثلاثينات من عمره ينتمي لتيار السلفي المدخلي، اتهم من قبل عدد من قيادات حفتر والسياسيين الموالين له بالتورط في عمليات اختطاف وتصفيات، أبرزها اتهامه من قبل وزير داخلية حكومة البرلمان عمر السنكي في كانون الثاني/ يناير 2015، باختطاف وكيل وزير الخارجية حسن الصغير، ووكيل وزارة الدفاع مسعود ارحومة.

 ونقل السنكي، في تصريحات صحافية في ذات التاريخ، عن مدير أمن البيضاء، أن "الحاسي نفذ أوامر حفتر في هذه العملية"، وأضاف السنكي بأنه مهدد بسبب كشفه عن عمليات جنائية متعلقة بالقتل والاختطاف.

وفي آب/ أغسطس من العام نفسه، كشفت عائلة آمر محور عين مارة العقيد سعد عقوب التابع لحفتر، لصحيفة "بوابة الوسط"، تفاصيل استدعاء حفتر لعقوب إلى قاعدته في المرج، واختفائه كليا عند وصوله إليها على يد الحاسي، بسبب معارضته لبعض عمليات حفتر.

الحاسي اتهم صراحة من قبل فرج قعيم، آمر قوة المهام الخاصة التابعة لحفتر، في تسجيل مصور مسرب أمام زعامات قبلية، بتنفيذه لعمليات اغتيال وتصفية بأوامر من حفتر ورئيس أركانه عبد الرزاق الناظوري، وأنه عمل على تصفية معارضيه، ومنهم الملازم علي بو عمران العرفى، والعقيد المهدي البرغثي وزير دفاع حكومة الوفاق، واقتحام مزرعة العقيد فرج البرعصي في شباط/ فبراير الماضي.

 ونقل المركز الإعلامي لمدينة البيضاء عن مصادره، تورط الحاسي في تفجيرات بمدينة البيضاء، أمام مبنى البنك المركزي ومبنى لجنة صياغة الدستور.

ومن آخر عمليات الحاسي، اختطاف العميد عبد الله مسعود العبيدي، آمر عمليات غرفة التحرير في البيضاء، إبان الثورة 2011، في شباط/ فبراير الماضي، بسبب معارضته لسياسة حفتر، حيث أطلق سراحه، على خلفية ضغوط اجتماعية ومساومات جرت في الخفاء مقابل سكوته.

وهبي الرخ

  رئيس قسم الدوريات والتمركزات الأمنية في مدينة المرج، التي تضم قاعدة حفتر الرئيسية شرق بنغازي، ورغم كونه شاباً مدنياً في منتصف الثلاثين من عمره، إلا أنه يظهر برتب عسكرية عديدة كالمقدم والرائد وغيرها.

ويشرف الرخ على سجون سرية في المرج وبنغازي عددها الملازم فرج قعيم، وعرف عنه ولاؤه الشديد لحفتر، وتنفيذ أوامره واستعانته بعمالة بنغلاديشية للتعذيب في سجونه.

وكشفت اعترافات الملازم فرج أقعيم، آمر قوة المهام الخاصة، المسربة عبر فيديو وهو يتحدث أمام زعامات قبلية في يونيو/حزيران 2016 -النقاب عن عمليات تصفيات في صفوف المدنيين والعسكريين المناوئين لحفتر.

وقال قعيم المنشق عن حفتر، إنه أعلم المدعي العام والمحامي العام بمن قام بهذه الاغتيالات، وقام برمي جثث أصحابها في مكبات القمامة، مؤكدا أنها عمليات تحدث في الأراضي التي تسيطر عليها قوات حفتر، وأن العناصر المسلحة المناوئة لحفتر بعيدة عن تلك المناطق.

وشدد على أن الحقائق يمكن إظهارها، وكشف من يغتال باسم الجيش لكن "لا نستطيع إظهار هذه الحقائق خشية وقوع فتنة في البلاد، خاصة في منطقة برقة"، مؤكد أن من بين هذه العمليات محاولة اغتيال وزير دفاع حكومة الوفاق المهدي البرغثي.

وأكد قعيم أن "غرور" عند احتجازه اعترف بعديد العمليات التي أشرف عليها، من بينها اختطاف وكيل وزارة الدفاع السابق بالحكومة المؤقتة المنبثقة عن المؤتمر الوطني "الصديق الغيثي"، الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى اليوم.

وقبلها، كشف الناطق باسم قوات حفتر محمد الحجازي، أثناء إعلانه لبيان انشقاقه عن حفتر في كانون الثاني/ يناير 2016، عن وجود اغتيالات منظمة تحدث بالمنطقة الشرقية بأبشع الصور، مؤكدا ضلوع حفتر شخصيا.

سياسيا، اعتبر عضو البرلمان محمد الضراط أن الغرض من الاغتيالات التي يتعرض لها الصف الأول من قادة "عملية الكرامة"، التغطية والتمويه على جرائم حفتر، وأنها لا تستهدف العسكريين فقط، بل النشطاء والسياسيين وأعضاء مجلس النواب من خلال اغتيالات ممنهجة.

وأضاف الضراط، خلال مداخلة هاتفية عبر أحد برامج قناة محلية نهاية شباط/ فبراير الماضي أن" ما حدث في بنغازي من تفجيرات واغتيالات قبل بدء عملية الكرامة، كان هدفها إجبار المواطنين على العيش في حالة صدمة، ليأتي حفتر كأنه المنقذ للقضاء على مظاهر التفجيرات والإرهاب بالمدينة".

وقال إن "عملية الكرامة تغتال أبناءها، وما يحدث الآن هو تصفية لأتباع حفتر الشاهدين على جرائمه".

ذات صلة

الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
المساهمون