ولفت الشركسي، إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة هناك، مضيفاً "وقع هجوم على البوابة الشرقية لراس لانوف لكن قواتنا صدته، كما أن اشتباكات أخرى دارت في منطقة العقيلة القريبة ولم تفلح أيضاً القوات المعادية في السيطرة عليها".
وبيّن أن معظم دفاع قوات حفتر ينحصر في القصف الجوي، وهو عشوائي ولم يخلف أضراراً كبيرة في صفوف قواته. كما بيّن أن القصف طاول ممتلكات المدنيين وأرواحهم، موضحاً أنه "أمس السبت، قصف طيران حفتر مركزاً صحياً براس لانوف، توفي على أثره ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة، كما لحقت أضرار بمساكن أهالي المنطقة".
وجدّد الشركسي التأكيد أنه "ليست لدينا نية في البقاء في الهلال فهو ملك الليبيين، ويجب أن تستلمه مؤسسة النفط"، مضيفاً أن "وجهة قواتنا هي مدينة بنغازي".
وعن تفاصيل الخطوات المقبلة لقواته، قال القائد العسكري "سنحرر ما تبقى من مناطق النفط بالهلال، ولدينا قوات أخرى ستتجه عبر طرقات أخرى إلى بنغازي والمناطق المحاذية لها"، متوقعاً أن المعركة ستطول نسبياً.
وأشار إلى أن "ثوار بنغازي وشرق البلاد في انتظار وصول قواتنا للانتفاضة ومناصرة الثورة، ورد حقوق المظلومين من المهجرين والنازحين، إذ إن قطاعا كبيرا من الليبيين يرفضون حكم العسكر"، لافتاً إلى "وجود ضباط وعسكريين تراجعوا عن تأييدهم لحفتر أخيراً).
وفي هذا السياق، حصل "العربي الجديد" على تسجيل لأسرى من قوات حفتر لدى قوات "السرايا" اعترف بعضهم بوجود عناصر من قوات تشادية وسودانية في صفوف المقاتلين.
لكن مسؤولين من قوات حفتر يصرّون على نفي وجود عناصر أجنبية في صفوفهم، معلنين عن وصول تعزيزات عسكرية من مناطق شرق البلاد، لبدء عملية استرجاع سيطرتهم على منطقة الهلال.
وفي هذا الصدد، قال رئيس لجنة الدفاع في برلمان طبرق ونجل العميد صقر الجروشي آمر سلاح الجو بقوات حفتر؛ طارق الجروشي، في تصريحات صحافية "علينا الاعتراف بقوة سرايا الدفاع، فهم يمتلكون تكتيكاً عسكرياً عالياً ومعدات متطورة، وأكسبتهم معاركهم السابقة خبرة في القتال الآن"، لكنه عاد وأكد وفقاً لمعلومات وصلته من قيادة قوات حفتر، أنه يجري الحشد لاستعادة المنطقة النفطية.
وتتفق تصريحات الجروشي مع إعلان المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري، حالة النفير في المنطقة الشرقية، مبيناً، خلال مؤتمر صحافي أمس السبت، أن "حالة النفير تعني تحول كل الأعمال المدنية في البلاد إلى العمل العسكري".
وأكّد وصول "حشود من الجنود وتعزيزات عسكرية إلى تخوم منطقة راس لانوف، استعداداً لانطلاق عملية البرق الساحق"، مشيراً إلى أنها عملية عسكرية لن تنتهي عند استعادة منطقة الهلال، لكنها ستتجاوزها إلى إنهاء وجود قوات السرايا المتحالفة مع تنظيم القاعدة"، على حد وصفه.
وعلى صعيد الخسائر بين الطرفين، أكّدت مصادر طبية من مستشفى المقريف في أجدابيا ارتفاع حصيلة قتلى قوات حفتر إلى 17 قتيلاً وأكثر من 15 جريحاً، بالإضافة لأكثر من عشرة قتلى و12 جريحاً في صفوف قوات السرايا بعضهم نقل لمستشفيات منطقة الجفرة بينما يتلقى المصابون علاجهم بمستشفى ميداني بمنطقة السدرة النفطية.