وتحت مسمى (Vault 7) أطلق موقع ويكليكس ما اعتبره "أكبر" تسريب لوثائق (سي آي إيه) على الإطلاق، من خلال نشر 8761 وثيقة من الوثائق السرية للوكالة في المجموعة الأولى من التسريب فقط.
وأكد ويكليكس أنه سينشر وثائق إضافية خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكداً أن الأرشيف المنشور عبارة عن وثائق حصل عليها من أحد القراصنة "الهكر" المتعاونين مع الوكالة الأميركية في نشاطاتها "غير المرخصة". مشيراً إلى تدخل "سي اي ايه" في الانتخابات الفرنسية في 2012، القضية التي كشفها موقع ويكليكس في الشهر الماضي.
وأكد الموقع أن "ترسانة" الاستخبارات الأميركية الإلكترونية استخدمت لاختراق منتجات شركات أوروبية وأميركية، وبرمجيات "آيفون، وأندرويد، وويندوز"، إضافة إلى برمجيات "التلفزيونات الذكية"، والتي أشار الموقع إلى أن الاستخبارات الأميركية "استخدمتها كمايكرفون سري" قادر على تسجيل المكالمات وإرسالها "إلى سيرفرات خاصة بـ "سي آي إيه".
كذلك أشارت الوثائق التي سربها موقع ويكليكس إلى تمكن الاستخبارات الأميركية من اعتراض البيانات على جل تطبيقات المحادثة "المشفرة" مثل واتساب، وتيليغرام، وسيغنال.
وأكد موقع ويكليكس أن مصدر عمليات الاستخبارات الأميركية هي مدينة لانغلي في ولاية فرجينيا، إضافة إلى مركز آخر في مدينة فرانكفورت الألمانية يستخدم غطاء لعمليات الوكالة في أوروبا وأفريقيا و"الشرق الأوسط".
وتأتي تسريبات ويكليكس حول وسائل الاستخبارات المركزية الأميركية (غير المرخصة) للتجسس، بعد أيام من اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرئيس السابق باراك أوباما، بالتجسس عليه وعلى حملته الانتخابية قبل نوفمبر/تشرين الأول الماضي. وطلب الرئيس الأميركي تكليف محقق مستقل للبحث في تنصت أوباما عليه وعلى حملته الانتخابية.
ونفى مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) مزاعم ترامب، مؤكداً عدم وجود طلب قضائي للتنصت على حملته الانتخابية، وطلب من وزارة العدل الأميركية نفي الأمر أيضاً، لكن الوزارة لم تفعل.
ومن المتوقع أن يستغل ترامب تسريبات ويكليكس الأخيرة لتعزيز موقفه ضد المؤسسات الاستخباراتية الأميركية، والتي تشن بعض دوائرها حربا على ترامب، من خلال تسريب وثائق ومعلومات تتعلق به وبالمقربين منه، خاصة في ما يتعلق بالاتصالات مع روسيا.
وينظر إلى جوليان أسانج، وموقع ويكليكس، على نطاق واسع، باعتباره إحدى أدوات روسيا في مواجهة أميركا ودول أوروبا الغربية، بالنظر إلى نوعية التسريبات التي سببت الكثير من المتاعب للولايات المتحدة، خاصة على النطاق الداخلي في ما يتعلق بالتجسس على المواطنين الأميركيين. إضافة إلى التسريبات التي تتعلق بوزارة الخارجية الأميركية وتقارير سفاراتها حول العالم.
ويقبع أسانج في السفارة الأكوادورية في لندن منذ 2012، بسبب مذكرة اعتقال دولية صدرت بحقة من السويد بسبب اتهامات له بالاغتصاب. إضافة إلى كونه مطلوباً للولايات المتحدة بتهمة تسريب وثائق عسكرية وسياسية سرية.