يواصل مرشح حركة "ماضون قدُماً" للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، استمالة أنصار جدد، بعضهم قياديون في أحزاب مهمة. آخر هؤلاء رئيس بلدية باريس السابق، برتراند دولانوي، الذي أعلن، اليوم الأربعاء، انحيازَه لماكرون.
ويأتي ذلك بعد انضمام اليميني رونو دوتروي، وزير جاك شيراك السابق والمدافع عن الليبرالية، ثم الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الفرنسي الأسبق، روبرت هو، وأيضا الإيكولوجي كوهن بانديت، وزعيم حزب "موديم" يمين-وسط، فرانسوا بايرو.
وهكذا أصاب الوهن الحزب الاشتراكي الفرنسي، حيث إن قيادات فاعلة فيه تواصل مغادرته، أو على الأقل مغادرة مرشحه الرسمي.
ومعلوم أن الحزب الاشتراكي هو الذي منح أكبر نسبة من أعضاء حركة ماكرون، ولهذا يصر اليمين، الكلاسيكي والمتطرف، على وصف هذه الحركة بأنها يسارية، واعتبار ماكرون مرشحا لليسار، إضافة إلى بونوا هامون وجون ليك ميلينشون، على رغم من تأكيد ماكرون أنه ليس من اليمين ولا من اليسار، بل فقط من اتجاه التقدم.
ورغم أن ديلانوي صرّح، سنة 2008، بأنه "اشتراكي وليبرالي"، فلم يكن أحدٌ يتصور أن يلجأ هذا القائد التاريخي والحكيم للحزب، إلى التصويت لصالح المرشح إيمانويل ماكرون، من الدور الأول، واصفاً برنامج مرشح الحزب الاشتراكي الشرعي، هامون، بأنه خطيرٌ. وهو ما أثار غضب الكثيرين من أنصاره، ومن بينهم خليفته في بلدية باريس، آن هيدالغو، التي تساند هامون، بكثير من الحماس.
كما أغضب قياديين في الحزب الإيكولوجي المتحالف مع هامون. فقد عبّر زعيمه دافيد كورماند عن عدم تفاجئه من قرار ديلانوي، واصفا إياه بـ"ممثل جيل ضائع من اليسار". في حين أكد المرشح الإيكولوجي السابق، يانيك جودو، الذي انسحب لصالح هامون، أنه "حين يجتمع قدامى السياسة والاقتصاد بشكل مفتوح فهم يخبئون فشلَهُم وتخلّيهم، عبر الانضمام إلى ماكرون".
وقال برتران ديلانوي، وهو الذي كان دوما حريصا على وحدة الحزب الاشتراكي، شارحا قراره، الذي فاجأ كثيرين من أنصاره، بأن المرشح هامون "ليس قادرا على إنتاج تقدم اجتماعي حقيقي". وكشف ديلانوي، المنعزل منذ سنوات عن الحياة السياسية، أنه لم يكن سعيدا، في الفترة الأخيرة، بقيادة الحزب الاشتراكي.
وتعتبر هذه "الخيانة" الجديدة، من ديلانوي، قاسية لمعسكر هامون، الذي رأى مرشحَيْن خاسرين في الانتخابات الفرعية، ينضمان للمرشح ماكرون، رغم تعهدهما السابق بالتحالف مع الفائز في الانتخابات الفرعية. ويتعلق الأمر بالمرشح الإيكولوجي، فرانسوا دي روغي، وبمرشحة حزب صغير يتحالف مع الاشتراكيين، وهو الحزب الراديكالي اليساري، سيلفيا بينيل.
وقد لا يقف الأمر عند هذا الحد، فلا يزال إغواء ماكرون يراود كثيرين من أنصار رئيس الوزراء السابق، مانويل فالس، وأيضا من قبل وزراء سابقين ومن نواب اشتراكيين، على رأسهم رئيس البرلمان، نفسه، كلود بارتولون، الذي صرّح، أمس، بأن الجمهورية الخامسة أصبحت "منهكة"، وأنه لا يستبعد التصويت على ماكرون لمواجهة مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان.