تشن قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها، هجوماً واسعاً على مناطق عدة في ريف حماة الشمالي، مستفيدة من غطاء جوي كثيف من طيران النظام والطيران الروسي، استخدمت خلاله القذائف الفوسفورية والحارقة.
وأفاد مركز حماة الإعلامي بأن أكثر من 200 صاروخ وسبعين غارة جوية، بعضها بالقنابل الفوسفورية وقنابل النابالم الحارق والقنابل العنقودية، استهدفت ريف حماة الشمالي، خلال الساعات الماضية، خاصة طيبة الإمام، وحلفايا، وكفرزيتا.
وقالت مصادر في المعارضة السورية، إن قوات النظام بالتعاون مع روسيا تشن هجوماً منسقاً في ريف حماة الشمالي على عدة محاور، وربما بهدف الوصول إلى بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، لطمس معالم ضربها بالسلاح الكيميائي، مشيرةً إلى أن تلك القوات التي تساندها نحو عشر مليشيات محلية وأجنبية، تحاول اقتحام مدينة طيبة الإمام، بعد سيطرتها على صوران المجاورة، والوصول إلى مدينة مورك، التي تعد البوابة الجنوبية لخان شيخون.
وبحسب مصادر محلية، فإن الطائرات الحربية استهدفت بأربع جولات من القصف، مدينة خان شيخون، وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على المدينة وأطرافها.
وتهاجم قوات النظام الريف الشمالي من محورين بشكل أساسي، الأول من طيبة الإمام، التي سيطرت عليها المعارضة العام الماضي، والثاني مدينة كرناز باتجاه بلدتي كفربنودة والهبيط المجاورة، شمال غرب حماة.
وتصعّد هذه القوات والطائرات الروسية الهجمات على ريف حماة الشمالي، وصولا إلى خان شيخون منذ الهجوم الكيميائي على الأخيرة، حيث أحصى المرصد العسكري التابع للمعارضة، العامل في ريف حماة الشمالي، تعرّض الريف الشمالي وريف إدلب الجنوبي منذ ذلك الهجوم إلى أكثر من 3000 غارة بالقنابل الفراغية والفوسفورية، فيما يعتبر تصعيداً غير مسبوق على المنطقة.
من جهته، أعلن "جيش العزة" التابع للجيش السوري الحر، مقتل ستة عناصر لقوات النظام وجرح ثلاثة، جراء تفجير سيارتهم في قرية المجدل الواقعة على بعد 28 كم شمال غربي حماة، بينهم ضابط برتبة عميد، وعنصرين من مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وذكر المكتب الإعلامي لـ"جيش العزة" أنه جرى استهداف السيارة التي تقل العناصر بصاروخ مضاد للدروع.
وكان قد قتل ضابطان روسيان وعدد من عناصر قوات النظام، الثلاثاء، باستهداف موقع لهم قرب بلدة خطاب في الريف الشمالي.
ونشر ناشطون، أمس الأربعاء، صورا لجنود روس يتجولون في مدينة حماة، الخاضعة لسيطرة النظام السوري بالقرب من منطقة ساحة العاصي، والمبنى القديم لمحطة القطار في المدينة.
وفي جنوب البلاد، استأنفت فصائل المعارضة هجومها على مواقع قوات النظام والمليشيات في آخر معقل لها في درعا البلد. وقال ناشطون إن الاشتباكات تدور على أطراف حي سجنة، حيث أعلنت "غرفة عمليات البنيان المرصوص"، في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي استهداف ما تبقى من قوات النظام والمليشيات بخراطيم متفجرة وتدمير دبابة على جبهة حي سجنة، ضمن معركة "الموت ولا المذلة" التي تستهدف السيطرة على أحياء درعا البلد.
وبعد التقدم الذي حققته قوات المعارضة في الأيام الأخيرة لم يتبق بيد قوات النظام في درعا البلد سوى "الوحدة الإرشادية" وحي سجنة المجاور.
وفي شرق البلاد، تتواصل المعارك بين "قوات سورية الديمقراطية" التي يهيمن عليها المقاتلون الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية" في الريف الشمالي لمدينة الرقة، وسط قصف متبادل وغارات جوية من جانب طائرات التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم.
وقالت المصادر المحلية إن المليشيات الكردية حققت، خلال الساعات الماضية، المزيد من التقدم في المنطقة، وسيطرت على موقعين إضافيين.