ووثقت كاميرا "العربي الجديد" اللحظات الأخيرة لأهالي حي الوعر ومقاتلي المعارضة السورية المسلحة الذين ودعوا حي الوعر قبل انطلاقهم ضمن الدفعة السادسة التي تضم قرابة ألفي شخص.
وقال المقاتل في صفوف "الجيش السوري الحر"، محمد أبو شاكر، لـ"العربي الجديد": "إننا نخرج من بلاء إلى بلاء لا نعرف إلى أين نذهب، إلى العيش في الخيام، هربا من الموت، هذه الناس لاتعرف ما تخفيه الأيام لها في جرابلس، بعد الحصار والجوع أتى التهجير".
وبعد أن ودعوا منازلهم وما تبقى من حجارة وجدران في الحي وبعض الأصدقاء، جمع المدنيون حاجياتهم منذ عصر الأمس الأحد في المنطقة التي من المقرر أن يتجمعوا فيها، ولكن حافلات التهجير لم تدخل إلى الحي حتى صباح اليوم وذلك بعد مماطلة من قوات النظام استمرت أكثر من عشرين ساعة.
وتحدث أحد الأهالي، ويدعى شادي الحمصي، مع "العربي الجديد"، عن وجودهم في حي الوعر منذ ست سنوات في حصار وتحت قصف النظام السوري وميليشياته الطائفية وأخيرا قاموا بتهجيرهم للعيش في الخيام دون أن يحرك العالم ساكنا.
وقال الناشط جلال التلاوي، إن النظام يقوم بتدقيق التفتيش على نقطة حاجز الشؤون الفنية ويدقق في أسماء الخارجين بشكل بطيء ومن المتوقع أن تستمر عملية الخروج إلى نقطة الانطلاق على طريق حمص مصياف حتى منتصف الليلة القادمة.
وأوضح التلاوي أن عددا من الحافلات الخضراء لا زالت في نقطة التجمع داخل الحي منتظرة سماح النظام لها بالتوجه إلى نقطة التفتيش، بينما يجلس المهجّرون في داخلها بعد أن ودّعوا الحي.
ومن المتوقع أن تسلك القافلة طريق حمص مصياف ومنها إلى طريق السلمية خناصر، وصولا إلى مناطق سيطرة النظام السوري في حلب ومنها إلى جرابلس الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر، حيث سيتم استقبال الحافلة في منطقة سوسيان قرب مدينة الباب.
ويأتي تهجير الدفعة السادسة من الحي الوعر تطبيقا لاتفاق بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري برعاية روسية، وأسفر إلى اليوم عن تهجير أكثر من عشرة آلاف من أهالي حي الوعر ومقاتلي المعارضة السورية.