قال تقرير نشره محلل الشؤون الفلسطينية في موقع والاه الإسرائيلي، آفي يسيسخاروف، "إذا صدقنا المقربين من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فإن حركتي "حماس" و"فتح" على أعتاب لحظة تاريخية.
وبحسب هؤلاء المقربين، فإن السطر الأخير في الخطاب الذي سيلقيه أبو مازن غداً سيتضمن توجيه إنذار لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): "إما أن تسلّم السلطة في قطاع غزة لحكومة السلطة الفلسطينية، برئاسة رامي الحمد الله، وإما أن توقف السلطة كل مدفوعاتها لقطاع غزة". أو بكلمات أخرى، بحسب الصحافي الإسرائيلي، فإن "السلطة ستنفصل عن القطاع بشكل تدريجي، وستضطر حماس إلى تحمل النتائج".
وأضاف يسسيخاروف: "إن هذه الخطوة قد تبدو هامشية بالنسبة للأذن الإسرائيلية، لأن السلطة بكل الأحوال لا تحكم غزة، ولكن بالنسبة للجمهور الفلسطيني، خاصة في غزة، ستكون لهذه الخطوة تداعيات وإسقاطات بعيدة الأثر. إذ إن الحديث يدور، قبل كل شيء، عن اعتراف رمزي بواقع الانقسام وفصل غزة عن الضفة الغربية، كما أن لقرار السلطة الفلسطينية وقف دفع فواتير الكهرباء والمياه عن قطاع غزة، دلالات بعيدة الأثر على الصعيد العملي، وعلى الضائقة التي تعيشها غزة، وينتظر أن تتفاقم وبشكل حاد للغاية، خاصة أن السلطة الفلسطينية هي التي تدفع ثمن الوقود المستخدم لمحطة الكهرباء، وتدفع ثمن العلاج الطبي لسكان غزة الذين يتوجهون للمستشفيات الإسرائيلية (كالعلاج الكيميائي، والعمليات الجراحية المعقدة التي تجرى في إسرائيل)، وثمن المياه. والآن يمكن لنا أن نتصور ما الذي سيحدث إذا توقفت السلطة عن ذلك ولو تدريجيا".
وادعى يسيسخاروف أنه يوجد، وبشكل غير مفاجئ، إجماع في صفوف قيادة فتح لصالح هذه الخطوة. وقال إن أكثر من مسؤول رفيع المستوى في فتح ممن تحدث إليهم يسيسخاروف، أوضحوا له أنه لا يوجد منطق بالإبقاء على الوضع على ما هو عليه. "أبو مازن جدي هذه المرة، ولا يعتزم المماطلة وهدر الوقت، وليس مستعدا للسماح لحماس بمواصلة الألاعيب، إما أن يسلموا لنا صلاحيات الحكم في غزة أو أن يتحملوا المسؤولية".
مع ذلك، خلص يسيسخاروف إلى القول إنه من الصعب تصديق هذه التهديدات في هذه المرحلة، أو الاعتقاد بأنه تم فعلا استنفاد كافة الجهود، وأن تقدم السلطة الفلسطينية في رام الله على الانفصال عن غزة، وبالتالي لا يزال كل شيء ممكنا.
وأضاف أن "حماس قد تلجأ إلى مزيد من المناورات للمماطلة، مع احتمال إجراء مفاوضات ووساطات عربية بين الطرفين، ولكن ومع ذلك فإن المقربين من عباس يعتقدون أن عباس لا يعتزم هذه المرة التنازل، وأن لحظة الحقيقة لغزة وسكانها قد آن أوانها".