يغادر الوفد الفلسطيني واشنطن، اليوم الأربعاء، بعد انتهاء لقاءاته التحضيرية مع فريق الإدارة المعني بملف زيارة الرئيس الفلسطيني واشنطن الأسبوع القادم. وبذلك تكون الترتيبات قد اكتملت، خاصة لناحية بنود جدول أعمال الاجتماع الأول بين الرئيسين، الفلسطيني محمود عباس، والأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض في 3 مايو/أيار القادم.
وإذ حرص الجانبان على التكتم حول الإطار الذي جرى التوافق حوله، إلا أن ما تسرّب من تلميحات يشير إلى أن الجانب الفلسطيني شدّد على شرح العوائق التي افتعلتها إسرائيل طوال حقبة المفاوضات، منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993، ومن ثمّ؛ على ضرورة أن تأخذ إدارة ترامب بهذا الاعتبار في ما تنوي طرحه على الرئيس عباس.
وكان قد تردد أن الإدارة الأميركية أعدت صيغة تقوم، في أساسها، على تقبّل الأمر الواقع، خاصة في جانبه الاستيطاني، مع بعض التعديلات، وبما يمهد لولادة كيان يحمل بذور التطور إلى دولة.
وفي مقابل ذلك، تمتنع الإدارة الأميركية عن نقل السفارة إلى القدس وتعمل على وقف الاستيطان.
ولعلّ ما يعزز هذا السيناريو، هو أن الفريق الأميركي طالب الطرف الفلسطيني، حسب ما تسرب، بوجوب التحلي "بالليونة"، وهي المفتاح لتقديم تنازلات تكفل فتح باب التفاوض مع إسرائيل.
وكان وفد فلسطيني رفيع المستوى قد توجّه، يوم الأحد، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، لعقد لقاءات تمهيديّة مع الجانب الأميركي، بما يتضمّن لقاء مع ممثل عن البيت الأبيض، وممثل عن وزارة الخارجية الأميركية، وممثل عن مجلس الأمن القومي الأميركي، وذلك لمناقشة زيارة الرئيس، محمود عباس، إلى واشنطن والمواضيع التي سيتم بحثها، بحسب ما كان قد صرّح وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي.
وقال المالكي: "نحن نجلس للمرة الأولى مع الجانب الأميركي على هذا المستوى، ونحن نحمل ملفات في غاية الأهمية، ونريد تفعيل هذه الملفات بالاتجاه الصحيح".
وتطرق إلى عدة قضايا سيتم نقاشها، قائلاً "نحن على استعداد للعودة إلى المفاوضات، وأن نكون جزءاً من الجهد الدولي في محاربة الإرهاب، أما ما يتعلق بالاستيطان ووقفه ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، والانتهاكات الإسرائيلية في القدس والأماكن المقدسة، وكذلك قضية الأسرى؛ فموقفنا واضح".