تحتدم المعارك السياسية والعسكرية في الجنوب السوري، لتنذر بصيفٍ حامٍ في تلك المنطقة، في ظل حديث النظام السوري وحلفائه عن تحضيرات عسكرية في الأراضي الأردنية المتاخمة للحدود بهدف التقدّم نحو الأراضي السورية، والتهديد بالرد على ذلك، في وقت جاء فيه التطور الأخير ليل الثلاثاء الأربعاء بقصف طائرات تابعة للنظام مواقع لـ"جيش أسود الشرقية"، أحد فصائل الجبهة الجنوبية، قرب الحدود الأردنية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى. وقد عزز انطلاق تمرين "الأسد المتأهب" في نسخته السابعة، يوم الأحد والذي يستمر حتى 18 من مايو/أيار الحالي، التكهنات بشأن اقتراب الموعد المفترض للعملية على الرغم من أن أياً من الفصائل التي تواصلت معها "العربي الجديد" لم تتحدث عن موعد محدد.
وجاءت الغارات السورية بعد تصريحات لوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الإثنين قال فيها "إننا لسنا في وارد مواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قواتها من دون تنسيق مع دمشق سنعتبرها معادية"، وهو رد على تصريح المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني الذي شدد على أن الأردن سيقوم بالدفاع عن حدوده بالعمق السوري إذا اقتضى الأمر ذلك.
وجاءت الغارات السورية بعد تصريحات لوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الإثنين قال فيها "إننا لسنا في وارد مواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قواتها من دون تنسيق مع دمشق سنعتبرها معادية"، وهو رد على تصريح المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني الذي شدد على أن الأردن سيقوم بالدفاع عن حدوده بالعمق السوري إذا اقتضى الأمر ذلك.
أما الأردن، وإن لم يصدر رداً مباشراً، إلا أن موقفه من تصريحات المعلم جاء عبر صحيفة "الغد" الأردنية التي نقلت عن مصادر وصفتها بـ"الرسمية" قولها إن "موقف الأردن ثابت من سياسة الدفاع بالعمق السوري، من دون الحاجة لتدخّل عسكري". ورفضت المصادر، بحسب "الغد"، التعليق بشكل مباشر على تصريحات المعلم، لكنها اعتبرت أن "أمن واستقرار الحدود أولوية أردنية"؛ كما أكدت أن الأردن ليس طرفاً في اتفاق أستانة 4.
وتُعتبر المنطقة الجنوبية من "مناطق تخفيف التصعيد"، التي نصّ اتفاق أستانة 4 على إنشائها، والمعروفة جغرافياً بالقنيطرة ودرعا والسويداء، وهي تشهد العديد من التداخلات في السيطرة بين قوات النظام والمليشيات الموالية له من جهة، والفصائل المسلحة المعارضة من جهة أخرى، إضافة إلى وجود "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" في وادي اليرموك، ومجموعات "هيئة تحرير الشام" وعامودها الفقري "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً). كما تضم المنطقة الجنوبية، المناطق المنتشرة من ريف السويداء الشرقي، الممتد إلى البادية السورية، وصولاً إلى محافظة دير الزور. وجزء مهم من هذه المناطق والمحاذية للسويداء، سيطرت عليها فصائل المعارضة المدعومة أميركياً وبريطانياً وأردنياً عقب طرد "داعش" منها، ما جعلها قريبة من فك الحصار عن الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي في ريف دمشق، ما يرجح ضم هذه المناطق إلى المنطقة الجنوبية، كمنطقة نفوذ أميركي.
وبدأت قوات النظام مدعومة من الروس، عمليات عسكرية بداية الأسبوع الحالي، للسيطرة على منطقتي السبع بيار وظاظا، وشهد يوم الثلاثاء اشتباكات بين هذه القوات وفصائل من المعارضة. وتعود أهمية هاتين المنطقتين، لكونهما متاخمتين لمطار السين العسكري، وتقعان على الطريق الدولي الواصل إلى معبر التنف الحدودي، وتُعتبران عقدة طرق باتجاه حاجز البصيري من جهة، وحاجز المثلث من جهة أخرى، كما أنهما عمق استراتيجي لفك الحصار عن الغوطة الشرقية.
ويسعى النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون لاستباق الأميركيين الذين يدعمون فصائل معارضة مسيطرة على معبر التنف بالقرب من مثلث الحدود الأردنية العراقية السورية، والسيطرة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور على الحدود العراقية السورية وقطع إمدادات "داعش" عبر معبر القائم المقابل لها، بالتزامن مع التقدّم باتجاه مدينة السخنة، التي يسيطر عليها التنظيم، وتُعتبر بوابة دير الزور.
ويريد النظام وحلفاؤه التقدّم في البادية لحرمان "داعش" من ثرواتها الباطنية وحرية الحركة عبرها، وتوسيع مناطق سيطرتهم، خصوصاً أن المناطق المذكورة ليست مشمولة بمناطق تخفيف التصعيد، وبالتالي ستكون أوراقاً تفاوضية مهمة بيد الروس أمام الأميركيين في حال سيطروا عليها.
اقــرأ أيضاً
وكان المعلم قد تحدث في مؤتمره الصحافي الإثنين عن رؤية النظام لتحديد مناطق تخفيف التصعيد وتوجهاته الميدانية، إذ قال: "أين تقع هذه المناطق مخففة التوتر علينا أن نتصور أين يقف الجندي السوري... فأين يقف الجندي السوري وما بعد هو بداية هذه المناطق". وأضاف: "أنا تحدثت عن دير الزور وقلت إن المواطن السوري لا يميز بين تحرير إدلب أو تحرير دير الزور، ولكن ربما تحرير دير الزور أهم لأننا نتوقع أن تنعكس نتائج ذلك على حياة المواطن السوري، والتوجّه الآن هو أن نصل إلى دير الزور... الأولوية لما يجري في البادية، إن كان جنوباً مع الحدود مع الأردن، أو في وسط البادية باتجاه السخنة أو ربما الحدود مع العراق".
ويبدو أن تحركات النظام تزامنت مع تحركات عراقية، ببدء معركة في الصحراء الغربية للعراق على الحدود السورية. وأكد تلك التحركات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال تفقده الإجراءات الأمنية في مدينة كربلاء الإثنين، قائلاً إن "عمليات عسكرية انطلقت الأحد 7 مايو/أيار الحالي، في غرب الأنبار على الحدود السورية"، مضيفاً أن "الحدود من جهة سورية تحت سيطرة الدواعش، ونسعى لتأمينها لمنع مهاجمة القطعات الأمنية العراقية"، الأمر الذي قد يسمح لدخول مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية والمدعومة إيرانياً والاشتراك في معارك دير الزور.
مصادر أمنية مقربة من النظام أكدت لـ"العربي الجديد"، وجود مخاوف لدى النظام من حدوث تقدّم عسكري على المناطق الجنوبية من سورية، تكون رأس الحربة فيه فصائل مسلحة سورية مدعومة أميركياً وبريطانياً وأردنياً، لافتة إلى أن "تقارير يومية تصلهم تؤكد انتشار حشود عسكرية على طول الحدود الأردنية السورية، بما فيها الحدود مع السويداء، الخاضعة لسيطرة النظام". وأضافت: "لا يبدو أن هناك نية للنظام لفتح جبهة مع تلك القوات إن دخلت، ولكنه يحاول الاعتماد على مليشيات محلية، لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار تحت اسم المقاومة، وبناء عليه يتم العمل على تشكيل إدارات ذاتية تكون موالية للنظام والروس"، معربة عن اعتقادها بأن "الصيف المقبل سيكون حاراً في جنوب سورية، إن تابع الأميركيون تنفيذ مخططاتهم".
اقــرأ أيضاً
وبدأت قوات النظام مدعومة من الروس، عمليات عسكرية بداية الأسبوع الحالي، للسيطرة على منطقتي السبع بيار وظاظا، وشهد يوم الثلاثاء اشتباكات بين هذه القوات وفصائل من المعارضة. وتعود أهمية هاتين المنطقتين، لكونهما متاخمتين لمطار السين العسكري، وتقعان على الطريق الدولي الواصل إلى معبر التنف الحدودي، وتُعتبران عقدة طرق باتجاه حاجز البصيري من جهة، وحاجز المثلث من جهة أخرى، كما أنهما عمق استراتيجي لفك الحصار عن الغوطة الشرقية.
ويسعى النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون لاستباق الأميركيين الذين يدعمون فصائل معارضة مسيطرة على معبر التنف بالقرب من مثلث الحدود الأردنية العراقية السورية، والسيطرة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور على الحدود العراقية السورية وقطع إمدادات "داعش" عبر معبر القائم المقابل لها، بالتزامن مع التقدّم باتجاه مدينة السخنة، التي يسيطر عليها التنظيم، وتُعتبر بوابة دير الزور.
ويريد النظام وحلفاؤه التقدّم في البادية لحرمان "داعش" من ثرواتها الباطنية وحرية الحركة عبرها، وتوسيع مناطق سيطرتهم، خصوصاً أن المناطق المذكورة ليست مشمولة بمناطق تخفيف التصعيد، وبالتالي ستكون أوراقاً تفاوضية مهمة بيد الروس أمام الأميركيين في حال سيطروا عليها.
وكان المعلم قد تحدث في مؤتمره الصحافي الإثنين عن رؤية النظام لتحديد مناطق تخفيف التصعيد وتوجهاته الميدانية، إذ قال: "أين تقع هذه المناطق مخففة التوتر علينا أن نتصور أين يقف الجندي السوري... فأين يقف الجندي السوري وما بعد هو بداية هذه المناطق". وأضاف: "أنا تحدثت عن دير الزور وقلت إن المواطن السوري لا يميز بين تحرير إدلب أو تحرير دير الزور، ولكن ربما تحرير دير الزور أهم لأننا نتوقع أن تنعكس نتائج ذلك على حياة المواطن السوري، والتوجّه الآن هو أن نصل إلى دير الزور... الأولوية لما يجري في البادية، إن كان جنوباً مع الحدود مع الأردن، أو في وسط البادية باتجاه السخنة أو ربما الحدود مع العراق".
ويبدو أن تحركات النظام تزامنت مع تحركات عراقية، ببدء معركة في الصحراء الغربية للعراق على الحدود السورية. وأكد تلك التحركات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال تفقده الإجراءات الأمنية في مدينة كربلاء الإثنين، قائلاً إن "عمليات عسكرية انطلقت الأحد 7 مايو/أيار الحالي، في غرب الأنبار على الحدود السورية"، مضيفاً أن "الحدود من جهة سورية تحت سيطرة الدواعش، ونسعى لتأمينها لمنع مهاجمة القطعات الأمنية العراقية"، الأمر الذي قد يسمح لدخول مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية والمدعومة إيرانياً والاشتراك في معارك دير الزور.