يتزايد الخوف والقلق يومياً لدى سكان العاصمة الأفغانية كابول بسبب ارتفاع وتيرة الاغتيالات التي باتت ظاهرة شبه يومية، وطاولت علماء دين وأساتذة جامعات ومعاهد ومدارس، وموظفات في الحكومة. والأخطر أن معظم تلك العمليات لا تتبناها أية جهة ولا تُعلن الحكومة إزاءها أي موقف رسمي، في حين تُنفذ غالباً في مناطق تُعتبر محصنة أمنياً.
لم تقتصر تلك الاغتيالات على الأفغان فحسب بل طاولت أجانب، إذ قتل مسلحون قبل يومين ألمانية بعد قتل سائقها ذبحاً وفي منطقة تُعد من المناطق الآمنة. العملية الغامضة، التي أدت كذلك إلى اختطاف فنلندية، كانت تعمل في مؤسسة "مرسي" مع القتيلة الألمانية، تركت وراءها أسئلة كثيرة، أبرزها كيف تمكّن المسلحون من الوصول إلى داخل فندق يؤوي الأجانب، وكيف تمكّنوا من ذبح سائق واختطاف فنلندية؟ ما يعني أن الخاطفين كانت لديهم فرصة كافية، أو ثمة من تعاون معهم من الداخل. لم تُعلن الحكومة الأفغانية موقفاً إزاء الحادث، سوى ما قاله المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانش واصفاً العملية بالمأساوية. صمت الحكومة إزاء كل تلك الأحداث يزيد المخاوف ويجعل البعض يتهمون أجهزة في الدولة بالوقوف وراء بعض تلك القضايا، لا سيما المتعلقة بقتل الأفغان.
في هذا الصدد، يقول مسؤول أمني سابق لـ"العربي الجديد"، تحفظ على ذكر اسمه، إن أجهزة في الدولة تقوم بتنفيذ هذه العمليات لهدفين: القضاء على المعارضين داخل النظام، خصوصاً المؤيدين لحركة "طالبان" والمتعاطفين معها ومع الجماعات المسلحة، ولاتهام "طالبان" والجماعات المسلحة بقتل النخبة.
ولكن على خلاف ذلك، ثمة عمليات اغتيال تبنّتها "طالبان" ومعظمها أحداث قتل علماء دين، كما حدث في قندهار حيث قتلت الحركة عالم الدين عبد الغفور فيروز. كذلك قُتل مسؤول لجنة العلماء في إقليم بروان، المولوي عبد الرحيم شاه، من خلال عبوة ناسفة زرعت في الصف الذي يُدرّس فيه. ودارت نقاشات طويلة حول منفذ الحادث قبل أن تُعلن الاستخبارات الأفغانية اعتقال أحد تلاميذه السابقين الذي اعترف بقتله، قائلاً إن خلية تابعة لـ"طالبان" مكوّنة من 30 شخصاً، هو أحد أعضائها، جاءت إلى كابول لاغتيال علماء الدين الموالين للحكومة.
لم تمضِ أيام على حادث المدرسة، حتى قتل مسلحون مجهولون عالم دين آخر في إقليم لوجر المجاور للعاصمة. اغتيل العالم أثناء ذهابه إلى صلاة الفجر. كغيره من الأحداث، لم تتبن هذه العملية أية جهة، ولكن العلماء وأقاربه اعتبروا أن عملية الاغتيال تقف وراءها "طالبان"، إذ إن العالم المغتال كان ينتقد سياسات الحركة بشدة. وتُثار تساؤلات كثيرة حول سبب اغتيال العلماء، أهو بسبب تأييدهم موقف الحكومة من خلال الخطابات وإصدار الفتاوى وعقد الاجتماعات وآخرها قبل أيام في كابول، حين حرّم العلماء الحرب المستمرة في أفغانستان واعتبروها حرباً لمصلحة الأجانب، أم أنه فقط لإثارة البلبلة؟ وإذا كان بسبب تأييد السلطات، فلماذا قتل غير المنحازين لأية جهة؟
اقــرأ أيضاً
وطاولت الاغتيالات أيضاً رجال سياسة في البلاد، كان أحدثها محاولة اغتيال عضو البرلمان السابق ورئيس حزب "المشاركة الشعبية" نجيب الله كابولي. تعرض كابولي لكمين مسلح في وضح النهار ما أدى إلى إصابته وتدمير سياراته ذلك لأن إطلاق النار عليه سبقه تفجير عبوة ناسفة. كابولي معروف بانتقاداته الشديدة للحكومة ولأطراف سياسية مختلفة، وهو يتهمها بالعمل لصالح الأجانب. عدم تعليق الحكومة على الحادث وأمثاله، وفرار المهاجمين، ترك أسئلة كثيرة، خصوصاً حول الجهة المنفذة.
الأخطر في سيناريو الاغتيالات استهداف أساتذة الجامعات والمعاهد، وهو الأمر الذي أثار الذعر في صفوفهم وفي صفوف عامة المواطنين، وكذلك اغتيال النساء العاملات في الحكومة بغض النظر عن دائرة العمل. وقد بدأت موجة اغتيال الأساتذة قبل أيام وهي لا تزال متواصلة، كان آخرها اغتيال الأستاذ شفيق الله، أحد المعلمين في المعاهد الأفغانية. تعرض الرجل لكمين مسلح في كابول وتمكّن منفذو الهجوم من الفرار. وكانت عملية الاغتيال قد سبقتها عمليات أخرى أدت إلى مقتل عدد من المدرسين في الجامعات والمعاهد. كما امتدت عمليات اغتيال الأساتذة إلى الأقاليم، خصوصاً الشرقية، حيث عثرت أجهزة الدولة مع بعض المعتقلين على قائمة بأسماء أساتذة كانت خلية مسلحين موكلة بتنفيذ اغتيال بحقهم، كما قالت الاستخبارات الأفغانية في بيان لها. واغتيل أستاذ في مدينة جلال آباد على يد مسلحين مجهولين الأربعاء الماضي.
على هذا المنوال أيضاً، حصلت عمليات اغتيال لنساء موظفات في الدوائر الحكومية خصوصاً في الدوائر القضائية والتعليمية، وهي أصبحت ظاهرة ممنهجة في كابول، إذ قُتلت خلال الأيام الماضية أكثر من خمس موظفات في الحكومة من قبل مسلحين، معظمهن يعملن في القضاء وقطاع التعليم.
هذه المعطيات تدل وفق مراقبين إلى وجود أكثر من جهة تنفذ الاغتيالات لمصالحها المتنوعة، فالمسلحون يستهدفون كل من يعارضهم أو يعمل في الحكومة. كما لا يستبعد البعض أن تكون أجهزة أمنية وراء بعض تلك الأحداث. كذلك هناك جهة ثالثة تعمل لإثارة البلبلة لأهداف غير معروفة، إذ كانت الاستخبارات الأفغانية قد اعتقلت قبل فترة خلية تدربت في سورية وشاركت في القتال هناك قبل أن تأتي إلى كابول لاستهداف بعض الأماكن منها مقرات محاكم، واغتيال بعض الساسة والعلماء، وفق الاستخبارات الأفغانية.
اقــرأ أيضاً
لم تقتصر تلك الاغتيالات على الأفغان فحسب بل طاولت أجانب، إذ قتل مسلحون قبل يومين ألمانية بعد قتل سائقها ذبحاً وفي منطقة تُعد من المناطق الآمنة. العملية الغامضة، التي أدت كذلك إلى اختطاف فنلندية، كانت تعمل في مؤسسة "مرسي" مع القتيلة الألمانية، تركت وراءها أسئلة كثيرة، أبرزها كيف تمكّن المسلحون من الوصول إلى داخل فندق يؤوي الأجانب، وكيف تمكّنوا من ذبح سائق واختطاف فنلندية؟ ما يعني أن الخاطفين كانت لديهم فرصة كافية، أو ثمة من تعاون معهم من الداخل. لم تُعلن الحكومة الأفغانية موقفاً إزاء الحادث، سوى ما قاله المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانش واصفاً العملية بالمأساوية. صمت الحكومة إزاء كل تلك الأحداث يزيد المخاوف ويجعل البعض يتهمون أجهزة في الدولة بالوقوف وراء بعض تلك القضايا، لا سيما المتعلقة بقتل الأفغان.
في هذا الصدد، يقول مسؤول أمني سابق لـ"العربي الجديد"، تحفظ على ذكر اسمه، إن أجهزة في الدولة تقوم بتنفيذ هذه العمليات لهدفين: القضاء على المعارضين داخل النظام، خصوصاً المؤيدين لحركة "طالبان" والمتعاطفين معها ومع الجماعات المسلحة، ولاتهام "طالبان" والجماعات المسلحة بقتل النخبة.
لم تمضِ أيام على حادث المدرسة، حتى قتل مسلحون مجهولون عالم دين آخر في إقليم لوجر المجاور للعاصمة. اغتيل العالم أثناء ذهابه إلى صلاة الفجر. كغيره من الأحداث، لم تتبن هذه العملية أية جهة، ولكن العلماء وأقاربه اعتبروا أن عملية الاغتيال تقف وراءها "طالبان"، إذ إن العالم المغتال كان ينتقد سياسات الحركة بشدة. وتُثار تساؤلات كثيرة حول سبب اغتيال العلماء، أهو بسبب تأييدهم موقف الحكومة من خلال الخطابات وإصدار الفتاوى وعقد الاجتماعات وآخرها قبل أيام في كابول، حين حرّم العلماء الحرب المستمرة في أفغانستان واعتبروها حرباً لمصلحة الأجانب، أم أنه فقط لإثارة البلبلة؟ وإذا كان بسبب تأييد السلطات، فلماذا قتل غير المنحازين لأية جهة؟
وطاولت الاغتيالات أيضاً رجال سياسة في البلاد، كان أحدثها محاولة اغتيال عضو البرلمان السابق ورئيس حزب "المشاركة الشعبية" نجيب الله كابولي. تعرض كابولي لكمين مسلح في وضح النهار ما أدى إلى إصابته وتدمير سياراته ذلك لأن إطلاق النار عليه سبقه تفجير عبوة ناسفة. كابولي معروف بانتقاداته الشديدة للحكومة ولأطراف سياسية مختلفة، وهو يتهمها بالعمل لصالح الأجانب. عدم تعليق الحكومة على الحادث وأمثاله، وفرار المهاجمين، ترك أسئلة كثيرة، خصوصاً حول الجهة المنفذة.
الأخطر في سيناريو الاغتيالات استهداف أساتذة الجامعات والمعاهد، وهو الأمر الذي أثار الذعر في صفوفهم وفي صفوف عامة المواطنين، وكذلك اغتيال النساء العاملات في الحكومة بغض النظر عن دائرة العمل. وقد بدأت موجة اغتيال الأساتذة قبل أيام وهي لا تزال متواصلة، كان آخرها اغتيال الأستاذ شفيق الله، أحد المعلمين في المعاهد الأفغانية. تعرض الرجل لكمين مسلح في كابول وتمكّن منفذو الهجوم من الفرار. وكانت عملية الاغتيال قد سبقتها عمليات أخرى أدت إلى مقتل عدد من المدرسين في الجامعات والمعاهد. كما امتدت عمليات اغتيال الأساتذة إلى الأقاليم، خصوصاً الشرقية، حيث عثرت أجهزة الدولة مع بعض المعتقلين على قائمة بأسماء أساتذة كانت خلية مسلحين موكلة بتنفيذ اغتيال بحقهم، كما قالت الاستخبارات الأفغانية في بيان لها. واغتيل أستاذ في مدينة جلال آباد على يد مسلحين مجهولين الأربعاء الماضي.
هذه المعطيات تدل وفق مراقبين إلى وجود أكثر من جهة تنفذ الاغتيالات لمصالحها المتنوعة، فالمسلحون يستهدفون كل من يعارضهم أو يعمل في الحكومة. كما لا يستبعد البعض أن تكون أجهزة أمنية وراء بعض تلك الأحداث. كذلك هناك جهة ثالثة تعمل لإثارة البلبلة لأهداف غير معروفة، إذ كانت الاستخبارات الأفغانية قد اعتقلت قبل فترة خلية تدربت في سورية وشاركت في القتال هناك قبل أن تأتي إلى كابول لاستهداف بعض الأماكن منها مقرات محاكم، واغتيال بعض الساسة والعلماء، وفق الاستخبارات الأفغانية.