وكانت اشتباكات وصفتها مصادر محلية بـ"العنيفة"، اندلعت أمس بين هذه القوات التي تشكّل الوحدات الكردية عمادها، وبين مقاتلي "داعش" في قرية الصفصافة شرق مدينة الطبقة، وداخل الأحياء التي انتزعت "قسد" السيطرة عليها داخل المدينة، في مسعى للتنظيم لإيجاد ثغرة تمكّن مقاتليه من الانسحاب من المدينة المطوقة من كل الاتجاهات.
ولكن محاولاته باءت بالفشل ما دفعه الى الموافقة على تسليم المدينة التي تعرضت مرافقها الحيوية للتدمير بشكل كبير من قبل طيران التحالف الذي ارتكب مجازر بحق عشرات المدنيين في ظل انعدام كل مقومات الحياة. وقتلت عائلات كاملة تحت ركام مساكنها خلال الأيام القليلة الفائتة نتيجة قصف وصفه ناشطون بـ "العشوائي" من قبل طيران التحالف الدولي.
وكانت "قوات سورية الديمقراطية" بدأت منذ نحو 44 يوماً هجوماً على مدينة الطبقة في إطار المرحلة الرابعة من عملية "غضب الفرات"، ولكن الهجوم اصطدم بمقاومة كبيرة من مقاتلي "داعش" قبل أن يضطروا للخروج مكررين سيناريو مدينتي الباب، ومنبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكانت مدينة الطبقة (غربي الرقة بنحو 50 كيلومتراً) تعد واحدة من معاقل تنظيم "داعش" في سورية منذ سيطرته عليها بدايات عام 2014، في خضم اندفاعة كبرى أفضت الى سيطرة التنظيم على نحو نصف مساحة سورية، قبل أن يبدأ بالتقهقر أواخر العام الفائت. وتكتسب مدينة الطبقة أهمية استثنائية كونها تحتضن سد الفرات أكبر السدود المائية السورية والذي يحتجز خلفه بحيرة يصل طولها نحو 80 كيلومتراً، وعرضها في أماكن نحو 5 كيلومترات.
وبانتزاع السيطرة على الطبقة، انهار الخط الدفاعي الأول عن معقل التنظيم الأبرز وهو مدينة الرقة، حيث من المتوقع أن تواصل "قوات سورية الديمقراطية" التقدم شرقاً، حيث يقع سد "البعث" شمال قرية الحمام، وهو ممر استراتيجي يربط شمال محافظة الرقة بجنوبها.
وتحاول "قسد" تحقيق استراتيجية التحالف الدولي بـ "عزل" الرقة من كل الجهات قبيل البدء بمحاولات اقتحامها، حيث من المرجح أن يحاول التنظيم الدفاع عنها مكرراً سيناريو الموصل في شمال العراق.