تسيطر حالة من الغضب على العاملين والقيادات في عدد من الوزارات الحيوية في الحكومة المصرية بعد سيطرة مجموعة من لواءات الجيش على العمل في تلك الوزارات بشكلٍ حوَّل قياداتها المدنية إلى مجرد واجهات فقط، لدرجة دفعت بعض المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إلى وصفهم بدواوين الوزارات بالمعسكرات. وقال مصدر بارز في ديوان عام وزارة الصحة المصرية، إن الفترة الماضية شهدت سيطرة قيادات في القوات المسلحة على العمل بالوزارة بشكل شبه كامل. وكشف المصدر عن حالة من الغضب التي تسيطر على الوزير أحمد عماد الدين وعدد من مساعديه والقيادات الذين باتوا مجرد صورة فقط، في وقت يقوم فيه عدد من لواءات الجيش المصري بإدارة العمل في كافة قطاعات الوزارة الحيوية تحت إشراف مسؤول كبير في جهاز الاستخبارات الحربية.
الأمر نفسه أكده مصدر في ديوان عام وزارة العدل، كاشفاً أن هناك لواء جيش بات هو "الآمر الناهي" في مقر الوزارة، على حد تعبير المصدر، الذي كشف أن "أحد اللواءات اجتمع أخيراً بالعاملين في ديوان عام الوزارة وأبلغهم بأنه مكلف بمتابعة سير العمل في الوزارة لضمان عدم تسلل أي ممن وصفهم بالعناصر المخربة لمرفق هام من مرافق الدولة".
وفي وزارة التربية والتعليم، قال مسؤول سابق أحيل أخيراً للمعاش: "في الأيام الأخيرة لعملي في الوزارة كان لواءات في جهازي الاستخبارات العامة والاستخبارات الحربية هم من يمسكون بزمام العمل داخل الوزارة"، مضيفاً: "الأمر في البداية كان متمثلاً في الهيئات الاقتصادية، مثل الأبنية التعليمية التي باتت بالكامل تحت إمرتهم وتصرفهم، إلا أن الأمر سرعان ما انتقل إلى كافة الهيئات التابعة للوزارة، بما في ذلك الهيئات المسؤولة عن الجوانب الفنية المتعلقة بالعملية التعليمية".
وزارة الكهرباء لم تكن بعيدة هي الأخرى عن أيدي الجهاز الذي بات هو ذراع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الطولى في إحكام قبضته على البلاد، بحكم قيادته له في السابق، إذ كشف مسؤول مدني في إحدى شركات التوزيع التابعة للوزارة، عن هيمنة "قيادات عسكرية" على كافة الأعمال في الوزارة، مضيفاً: "المهندسون وقيادات الوزارة تحوّلوا لسكرتارية لهم فقط، وبات دورنا أن نعمل تحت أيديهم وتنفيذ توجيهاتهم".