تحتضن الجزائر، يوم الاثنين، اجتماعاً لدول جوار ليبيا برعاية المبعوث الأممي مارتن كوبلر، بهدف بحث تطورات الأزمة الليبية، والتداعيات الأمنية على دول المنطقة، فضلاً عن مسار الحل السياسي.
ووصل كوبلر إلى الجزائر، حيث التقى وزير الشؤون المغاربية والافريقية والعربية، عبد القادر مساهل، للمشاركة في الاجتماع، الذي يحضره وزراء خارجية مصر، وتونس، والسودان، وتشاد، والنيجر، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
وقال مساهل خلال استقباله كوبلر، إنّ هذا الاجتماع، يأتي في سياق حرص دول جوار ليبيا على تحقيق الاستقرار، ووحدة هذا البلد الشقيق، من خلال الحوار بين كل الليبيين لحل الأزمة في هذا البلد، ومرافقة الإخوان الليبيين في حل مشاكلهم.
واعتبر أنّ اجتماع الجزائر ينتظر أن يجدد الثقة مرة أخرى في الأمم المتحدة، وفي دور كوبلر، وكذلك، التأكيد على أنه لا بديل عن الاتفاق السياسي الذي وقع في الصخيرات في ديسمبر/كانون الأول 2015 كركيزة لحل الأزمة الليبية، رغم أنه قد يحتاج إلى بعض التعديلات.
وشدد الوزير الجزائري على أن هذا النوع من الاجتماعات لا يشكل تدخلاً في شؤون الإخوة الليبيين، نحن في الجزائر لدينا مبادئ مقدسة لا نقبل في إطارها التدخل بشؤون أي أحد أو العكس، لكن إذا ما تعلق الأمر ببلد جار، فنحن في خدمة السلم وليس المجد".
ووصف مساهل زيارته الأخيرة التي شملت عدة مدن في العمق الليبي، بالمفيدة جداً، وقال "كان من مسؤولياتنا كدول الجوار، أن نزور أشقاءنا، كما زارونا كلهم في الأشهر القليلة الماضية، منهم عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، وعبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة، والماريشال خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وحتى قبائل الجنوب وبرلمانيون".
وأضاف "لاحظت في كل المدن الليبية، أملا كبيرا للحل السياسي والخروج من الأزمة في ليبيا، التي لديها إمكانات وطاقات هائلة تسمح لها بأن تكون حقيقة دولة مزدهرة، وأنا متفائل بإمكانية لمّ جميع الليبيين بمساعدة المجتمع الدولي، ممثلا في الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ودول الجوار".
وزار مساهل أمس السبت، منطقة غات والتقى عميد بلدية غات قوماني محمد صالح، ورئيس المجلس الاجتماعي لقبائل فزان، الشيخ علي مصباح، والفريق علي سليمان كنه، والذي أعلنته عدة قبائل في الجنوب قائدًا للقوات المحلية فيها، والمعروف بوجود صلات بينه وبين السلطات الجزائرية.
وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها مساهل إلى مدن في العمق الليبي، بعد زيارة أولى قام بها قبل أسبوعين شملت مدن البيضاء وبنغازي والزنتان ومصراتة وطرابلس، التقى خلالها قيادات سياسية وعسكرية ومدنية في هذه المناطق .