أثارت شهادة المدعية العامة الأميركية السابقة، سالي ييتس، أمام الكونغرس، أمس الاثنين، وقولها إنها أبلغت البيت الأبيض بأن مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، قد يكون عرضة للابتزاز الروسي؛ شبهات حول ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب على علم مسبق بالاتصالات التي أجراها عدد من مسشاريه والمقربين من حملته الانتخابية بمسؤولين روس، قبل وبعد الانتخابات الأميركية.
ولعل تركيز تغريدات ترامب، أمس، على قضية التحقيقات في التدخل الروسي مرده استشعار سيد البيت الأبيض التداعيات الخطرة لتلك التحقيقات، فالتشكيك لم يعد يقتصر على مستشارين عملوا سابقاً مع الرئيس خلال الحملة الانتخابية، بل وصلت التحقيقات إلى الدائرة الضيقة المحيطة به، وباتت الأسئلة تطرح عن الأسباب التي جعلت الرئيس يبقي على مسشاره للأمن القومي في البيت الأبيض لأكثر من أسبوعين بعد إبلاغه بالتقارير عن اتصالاته الروسية، وأنه ضلل نائب الرئيس، وكذب بشأن اللقاء مع السفير الروسي في واشنطن.
وفي إحدى تلك التغريدات، عاد ترامب إلى موقفه القديم المشكك في حقيقة التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، قائلاً إنها مجرد أكاذيب وقصص مفبركة.
وفي تغريدة أخرى دخل الرئيس في سجال مباشر مع الموظفة السابقة في وزارة العدل، التي كان قد أقالها من منصبها بسبب تمردها على قراره التنفيذي الأول المتعلق بمنع دخول رعايا سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة.
وعن شهادة ييتس أمام مجلس الشيوخ، قال ترامب إنها لم تقدم أي جديد غير تكرار "الأخبار القديمة". وفي تغريدة أخرى اتهم ترامب الموظفة السابقة بأنها وراء تسريب المعلومات عن اتصالات فلين مع الروس إلى وسائل الإعلام.
أما الرسالة الأساسية التي نقلتها ييتس خلال شهادتها في مجلس الشيوخ، وأشارت إليها بطريقة غير مباشرة، فهي أن التحقيقات في التدخل الروسي اقتربت أكثر من الرئيس على الأقل للتحقق من مدى معرفته بما يدور حوله، وما إذا كان لديه معلومات سابقة عن علاقات مستشاريه مع المسؤولين الروس.
وفي هذا السياق، نقلت محطة "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين سابقين أن الرئيس السابق، باراك أوباما، كان قد حذر ترامب من الجنرال فلين، ونصح بعدم ضمه إلى الفريق الحكومي، وذلك خلال اجتماعهما في البيت الأبيض في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما أدرج المتحدث باسم الرئيس، شون سبايسر، ذلك في إطار تحامل إدارة أوباما على فلين بعدما أجبرته على الاستقالة من منصبه في لجنة الاستخبارات الدفاعية عام 2014.