يبدو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يحاول إظهار نتائج لجولته في المنطقة، عبر الدفع باتجاه بلورة المبادرة السياسية التي يفترض أن يُطلقها قريباً، كأساس لمفاوضات فلسطينية - إسرائيلية.
فقد أعلن مسؤول في البيت الأبيض، لـ"رويترز"، مساء أمس الأحد، أنّ ترامب سيرسل اثنين من كبار مساعديه إلى القدس ورام الله، هذا الأسبوع، لمناقشة الخطوات المقبلة الممكنة في مساعيه لاستئناف عملية التسوية.
وسيشارك في هذه الجولة جاريد كوشنر، المستشار في البيت الأبيض وزوج ابنته إيفانكا، وجيسون غرينبلات، أحد كبار مساعدي الأمن القومي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، إذ سيصل غرينبلات إلى المنطقة، اليوم الإثنين، بينما يصل كوشنر، يوم الأربعاء.
وتأتي المحادثات بعد مناقشات أجراها ترامب، الشهر الماضي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال المسؤول في البيت الأبيض إنّ هناك محادثات تجرى خلف الكواليس منذ جولة ترامب.
وكتب غرينبلات، في تغريدة على "تويتر"، ليل الأحد، قائلاً "متحمس للسفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، لمواصلة النقاش بشأن سبل إحلال السلام".
— Jason D. Greenblatt (@jdgreenblatt45) June 19, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وسيعقد كوشنر وغرينبلات، بحسب المسؤول في البيت الأبيض، اجتماعات في القدس ورام الله، للاستماع مباشرة من الإسرائيليين والقيادة الفلسطينية "عن أولوياتهم والخطوات التالية الممكنة".
وأضاف المسؤول أنّ "الرئيس ترامب أوضح أنّ العمل تجاه تحقيق اتفاق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين أولوية قصوى بالنسبة له. ويعتقد بقوة في إمكانية إحلال السلام".
ويعمل كوشنر وغرينبلات مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض إتش آر مكماستر، بشأن قضية الشرق الأوسط.
وقال المسؤول إنّه "من المهم أن نتذكر أنّ التوصّل إلى اتفاق سلام تاريخي سيستغرق وقتاً، وبحسب درجة التقدم ستكون هناك زيارات كثيرة للسيد كوشنر والسيد غرينبلات معاً، وأحياناً كل بمفرده إلى المنطقة، وربما ستكون هناك جولات عديدة لمفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين إلى واشنطن ومواقع أخرى لإجراء محادثات جوهرية".
وبعدما أعلن عن إمكانية استبعاد حل الدولتين كأساس للمفاوضات، تراجع ترامب عن ذلك، وأكد أنّ إدارته، تبحث توجّهات جديدة في هذه المرحلة، بعد فشل المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويقول ترامب، إنّه سيعرض أفكاراً جديدة، وعلى رأسها فكرة إطلاق مبادرة إقليمية تعتمد على المبادرة العربية للسلام، تدفع باتجاه تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية، من أجل المساهمة في إطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وسيعمل الأميركيون، بعد ذلك فقط، وتبعاً للتقدّم في خطة السلام العربية، من أجل الدفع نحو مفاوضات مباشرة ومكثّفة بين إسرائيل والفلسطينيين، مع تحديد جدول زمني لها، حيث سيعمل الطرفان على التوصّل إلى حل للقضايا الجوهرية، وعلى رأسها ترسيم الحدود، ومكانة القدس والأماكن المقدسة، ومصير المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية، وحق العودة وغيرها.
(العربي الجديد، رويترز)