تشهد القاهرة، اليوم الخميس، نشاطاً مكثفاً مواكباً للتطورات الإقليمية المتصاعدة، ومحاولات احتواء أزمة قطع العلاقات مع قطر، إذ يستقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، العاهل البحريني الملك حمد بن سلمان آل خليفة، الذي يقوم بجولة في المنطقة يزور فيها العواصم الرئيسية التي شاركت المنامة قرار قطع العلاقات مع الدوحة.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي مصري، فإن المحادثات بين الجانبين ستتناول "وضع قائمة شروط مصرية بحرينية لإعادة العلاقات مع قطر"، كما سيحيط العاهل البحريني الرئيس المصري علماً بـ"نتائج مفاوضات الوساطة الكويتية التي جرت على مدار اليومين الماضيين، والتي لم تشمل مصر".
وأضاف المصدر أن هناك قلقاً في الخارجية المصرية من أن تثمر جهود الوساطة والموقف الأميركي الأخير بشأن الأزمة تقارباً بين الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين من ناحية، وبين قطر من ناحية أخرى، لأن "مصر ليست مشمولة حتى الآن في محادثات الوساطة، ولأنه لن يكون من السهل إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة والدوحة، بالنظر إلى الخلافات المتراكمة بين البلدين على مدار 4 سنوات".
وفي سياق متصل، التقى السيسي بوزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي يقوم بزيارة محددة سلفاً إلى مصر، تستهدف في الأساس "مناقشة الوضع الليبي".
وقال بيان للرئاسة المصرية إن اللقاء الذي جمع بين السيسي و لودريان، تطرق إلى الأوضاع في ليبيا وجهود مكافحة الإرهاب.
وهنأ السيسي لودريان على منصبه الجديد مشيدا بدوره في تطوير العلاقات المصرية الفرنسية خلال الفترة الماضية، وخاصة في المجال العسكري إبان توليه حقيبة الدفاع.
وأكد السيسي أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من أجل مواجهة التحديات القائمة، وفي مقدمتها خطر الإرهاب الذي تمتد تداعياته إلى العالم بأسره، مشددا على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة وصارمة لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين.
وأشار الوزير الفرنسي إلى تطلعه لمواصلة العمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي المتميز بين البلدين، واعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة، وحرصها على تطويرها في مختلف المجالات.
ولم يتضمن بيان الرئاسة المصرية ذكرا لمناقشات الطرفين حول الأزمة الأخيرة وقطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر.
وستتضمن زيارة لودريان إلى القاهرة لقاءً مع البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، إذ سيقدم له التعازي عقب الاعتداء الأخير الذي استهدف مواطنين أقباطا في محافظة المنيا.