لم يكن الإعلان عن تحرير الموصل يعني زوال خطر تنظيم "داعش" في العراق، إذ على ما يبدو تقضّ المخاوف من انتقام التنظيم مضاجع المسؤولين العراقيين، والذين وجهوا بـ"اتخاذ إجراءات مشدّدة في بغداد والمحافظات الجنوبية"، تحسبا لهجمات قد ينفذها "داعش".
وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادة العمليات وجهت، منذ ليلة أمس، بإجراءات أمنية صارمة في عموم مناطق بغداد، كما وجهت المحافظات الجنوبية، وخاصة كربلاء والنجف، باتخاذ إجراءات مماثلة تحسبا لأي هجوم قد ينفذه تنظيم "داعش"".
وأوضح الضابط أنّ "تلك الإجراءات جاءت عقب ورود معلومات استخبارية لقيادة العمليات، نصّت على أنّ "داعش" يسعى لتنفيذ عمليات انتقامية في بغداد وجنوب العراق، ردا على هزيمته في الموصل، مبينا أنّ "المعلومات أكدت أنّ التنظيم سينفذ تفجيرات كبيرة بسيارات مفخخة في المناطق الحيوية ومقرّات الأحزاب السياسية".
وأشار إلى أنّ "القوات الأمنية تسلّمت توجيهات القيادة، وباشرت منذ ليلة أمس بتطبيق الإجراءات المشدّدة، والتي تضمّنت إغلاق العديد من الشوارع الحساسة والقريبة من دوائر ووزارات الدولة ومقرات الأحزاب، ونشر مئات من العناصر قربها"، مضيفا: "كما تمّ نشر حواجز أمنية متنقلة في العديد من الشوارع، وقامت بتفتيش دقيق للمارّة وللسيارات".
وأكد أنّ "تلك الإجراءات تسببت بزحام شديد في حركة السير والمرور، لكنّها تصب بصالحهم"، مبينا أنّ "القيادة لم تحدّد وقتا معينا لانتهاء هذه الإجراءات، لكن من المرجح أنّها ستستمر طوال فترة الاحتفالات بالنصر، وحتى التأكد من عدم قدرة التنظيم على تنفيذ هجماته".
من جهته، أكد المسؤول المحلّي في محافظة كربلاء، هاشم الجابري، أنّ "المحافظات الجنوبية هي في دائرة خطر التنظيم، وأنّ الإجراءات المشدّدة متبعة فيها منذ عدّة شهور".
وقال الجابري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "القوات اتخذت بالأمس إجراءات إضافية على إجراءاتها السابقة، وشدّدت من خططها الأمنية لحماية المراكز الحيوية"، مؤكدا أنّ "محافظتي النجف وكربلاء تعدّان من أهم المحافظات التي تحتاج الى إجراءات مشدّدة مستمرّة، لما لهما من مكانة خاصة، وكونهما تضمان مراقد دينية ومكاتب للمراجع".
وأثنى المتحدث ذاته "على الجهد الكبير الذي تقوم به القوات الأمنية لحماية الداخل"، مشدّدا على "أهمية الحفاظ على نصر الموصل، من خلال تأمين المحافظات الأخرى وعدم منح داعش فرصة اختراقها".